وصيتي
حسن
لم يجيبها بل فضل ان يعطيها الجواب كما أراد
مكالمة هاتفية اخبروه بها أنه يتوجب عليه الحضور إلى أحد فروع سلسلة مطاعم الراوي بالأسكندرية وما ان استعد هدر قائلا
أنا لازم أمشي يا أمي أشوف وشك بخير
لترد ثريا بقلق
يا ابني الله يخليك متخلي حد تاني هو اللي يسافر بدالك انا قلبي بيوجعني وانت بعيد عني
مينفعش يا أمي أنت عارفة لازم اباشر كل حاجة بنفسي
اومأت له بتفهم واسترسلت
قولت ل نادين على موضوع السفر ده
لأ أبقي قوليلها أنت وعلشان خاطري يا ماما خلي بالك منها وبلاش تزعليها
هزت رأسها بقلة حيلة بينما الأخرى تشدقت بنزق ما ان خرجت من غرفتها والتقطت حديثه
محدش يعرف يزعلني متخافش ده انا ازعل بلد
ربنا ما يجيب زعل يا بنتي ....
لتربت على كتفه وتستأنف بحنو
تروح وترجع بألف سلامة يا ابني
أبتسم لها يامن وقبل هامتها وإن غادرت قال بنبرة حادة صارمة
مش هتبطلي اسلوبك ده
نفت برأسها و ابتسمت تلك البسمة المهلكة خاصتها التي تجعل القديس يرتكب من أجلها أبشع الخطايا ثم قائلة بمكر أنثوي لا يضاهيها أحد به
أبتسم على طريقتها الملتوية وكيف بإمكانها أن تحول الدفة لها بكل ذكاء ليقول بنبرة آمرة
مش عايز مشاكل مع ماما .......
أومأت له في طاعة وهمست
حاضر ........تحب أسمعلك التعليمات التانية وأوفر عليك
تنهد في عمق وأخبرها وهو يمرر يده بخصلاتها الفحمية الطويلة بحنان
هزت رأسها في طاعة يعشقها منها ليسألها بلطف
تحبي اجبلك حاجة من اسكندرية
هزت رأسها بنعم واخبرته بإشتهاء
ايوة نفسي في أم الخلول
قهقه هو بقوة وعقب بملامح منكمشة مستغربة
انا مش عارف ازاي بتحبيها بس حاضر هجبلك
ويحمل حقيبته وإن كاد يغادر هتفت هي ببسمتها المعهودة
سيدنا محمد رسول الله
قالها بنبرة حالمة وهو ينظر لها وكأنه يريد نقش ملامح وجهها وتلك البسمة على جدار قلبه قبل مغادرته بينما هي بعدما ابتعد عن انظارها وغادر بالفعل وئدت تلك البسمة التي كانت تجيدها وقد لمعت عيناها بمكر لا مثيل له
اتفضلي يا مرات بابا عملتلك كوباية عصير انما ايه هتعجبك اوي
ده من امتى الرضا ده يا بنتي
ابتسمت هي وأجابتها ببراءة مصطنعة
ابدا أصلا يامن وصاني عليك ومش عايزة ازعله مني
تهللت أسارير ثريا وربتت على يدها بحنو داعية بنبرة صادقة
ربنا مايجيب زعل ابدا يا بنتي ويهديكم لبعض
يارب ....ياريت بقى متكسفنيش وتشربي العصير
قالتها وهي تمد يدها بالكوب لتتناوله منه ثريا وترتشف منه بعد أن شكرتها واستأنفت متابعة برنامجها بينما هي ألتمع سواد عيناها بمكر لا مثيل له ما إن وجدت ثريا تغفى بموضعها بعد عدة دقائق لتنهض وتزفر براحة وتنظر لها نظرة متشفية لأبعد حد قائلة
ابقى سلميلي بقى على تعليمات أبنك يا مرات بابا
أصطحبها بجولة عشق هوجاء أطاح بها عقلها وقلبها فكان متلهف تلك المرة عن غيرها متطلب يحثها على الخروج عن المألوف ومبادلته بجرأة
أكثر ولكنها لم تستطع تعدي حاجز خجلها وتحفظها التي تعودت عليه ربما هو يطلب أمور تستهويه بشدة ولكن هي تقسم انها تعجز عنها وحياءها يمنعها ولذلك تبرر دائما لنفسها أنه يصل لنشوته بالأخير دون أن تتكبد هي عناء المحاولة أو التخلي عن حياءها تنهدت في عمق وهي تعبث بخصلاته الفحمية كما يفضل أثناء نومه وظلت تتمعن بملامحه الرجولية بعيون تفيض عشقا بحرص من وجهه تلك الملامح الحادة بجاذبيتها فهو ذو بشړة سمراء فاتحة وفك عريض وعيون بنية قاتمة هي سبب نكبتها اغمضت عيناها في ضيق عندما راودتها تلك الشكوك مرة أخرى لتجاهدها بصعوبة فقلبها اللين يخبرها أنه لن يستبدلها بنساء الأرض ربما تلك الشكوك واهية والعطب داخل رأسها وعند تلك الفكرة تنهدت بأرتياح و وضعت عميقة أعلى فكه ثم دست نفسها وكأنها تهرب من شكوكها غافلة كون تلك الشكوك جميعها بمحلها
أما بداخل تلك الشقة المنعزلة التي يجتمعون بها
رفعت هي كأسها التي لم تعلم عدده إلى الآن وتجرعته دفعة واحدة ثم استندت على ظهر الأريكة دون اي ردة فعل عيناها مثبتة على السقف بشكل مريب مما دفع أحدهم ان يسألها بقلق
ميرال انت كويسة اوعي تكون أڤورتي في الشرب زي كل مرة
ابتسمت ساخرة من اهتمامهم الواهي وهدرت بعدم اتزان
والله امنية حياتي أخلص من نفسي بس اعمل ايه لسة في عمري بقية وقاعدة على قلبكم
لتعقب منه
يا بنتي بعد الشړ عليك
شړ .....هو المۏت شړ
سألت بتيه وكأنها لا تعلم الأجابة ليرد احدهم ساخرا
منعرفش اصلنا ما موتناش قبل كده
قهقهوا جميعهم بينما زفرت هي ولوحت بيدها بلا مبالاه ونهضت كي تغادر بخطوات متعثرة مما جعل منه تصحبها قائلة
انا هوصلك .....
اومات لها بضعف واستندت عليها إلى أن وصلوا لسيارتها تحايلت منه