فنحن نعلم مكركم !!! هز بقية النسور رؤوسهم وصاحوا لا حاجة لنا بطعامك وارحل من هنا .
بعد أن طاروا جاء واحد صغير وقال لأونامير هات لي من اللحم الشحم وسأخبرك بشيئ يرضيك!!! أكل النسر حتى شبع ثم قال أنت لا تبدو مثل بقية قومك ولا شك أن أمرا ما دفعك للتضحية بثور كبير فحكى له أونامير عن قصته فأجاب النسر أنا لا أقدر على حملك لكن هناك واحد يعيش بمفرده في الغابة وبإمكانه مساعدتك شكره أونامير على معروفه ثم بدأ يدور في الغابة لعله يعثر عليه ونزل الظلام فجلس وأشعل ڼارا ثم أحس بالجوع فأخرج من ذلك اللحم وشواه وبدأت الثعالب والضباع تقترب منه لتبحث عن عظمة أو شحمة وفجأة هربت كل الحيوانات ثم سمع صوتا حادا وشاهد نسرا كبيرا قد زال أكثر ريشه فقال إنه يبدو مسنا فكيف سيحملني على ظهره ثم رمى له اللحم فأكل وفي الصباح عاد فقال له أونامير هل يمكنك أن تأدي لي معروفا فضحك النسر وأجاب ولم لا لكن قل لي ما هي حاجتك
صمت أونامير ثم قال أن تحملني لقمة الجبل !!! رد النسر لقد عشت زمنا طويلا ومرت أمامي أجيال من الناس وكل ذلك بفضل زهرة سحرية تعطي الحياة لكن قلت مع الأيام لقطعم الأشجاروربما إنقرضت الآن وهي سوداء أما لونها فيشبه التوت البري لو أتيتني بها لرجع لي الشباب ونما ريشي وحينئذ أطير بك حيث تشاء !!! إحتار أونامير فمن أين سيأتي بهذه الزهرة هذا إذا كانت أصلا موجودة!!! ثم مشى وهو ينظر في كل مكان لكن لم يشاهد زهورا سوداء وفي الأخير أحس بالتعبفجلس على الأرض وأخرج من جيبه خاتما صغيرا من الفضة المنقوشة كانت تضعها الحورية في إصبعها ثم بدأ يبكي وتساقطت دموعه على الأرض وفجأة خرجت أرنب وسړقت الخاتم فاتبعها أوناميرحتى دخلت غارا صغيرا ومد يده فأخرج الخاتم وكان هناك شيئ ملتصق به ولما نظر إليه شهق من الدهشة فلقد كانت زهرة سوداء فأخذها لكن في الطريق خطړ في باله أن يقسمها إلى نصفين .
ولما وصل إلى النسر أعطاه النصف وما أن أكلها حتى بدأ ريشه في النمو ورجعت له قوته ثم ركب الفتى على ظهره وحلق به في الهواء إستمر النسر في الصعود وبعد أن قطع نصف المسافة إلتفت لأونامير وقال له لن أقدر على بلوغ قمة الجبل فما أكلته من الزهرة ليس كافيا !!! ثم رماه من ظهره فوقع في غدير ماء ولام نفسه على إخفاء نصف الزهرة فماذا سينفعه ذلك وفجأة سمع صوت صهيل فرأى حصانا أبيض على جبينه قرن يحاصره أسد ضخم الخلقة فأمسك حجرا ورماه بقوة فأصاب رأس الأسد الذي زمجر وجرى وراء الفتى الذي هرب حتى وصل إلى هوة عميقة فصاح لقد هلكت !!! لكن خرج الحصان فجأة وقال له إركب بسرعة ثم قفز به وورائه الأسد لكن نجا الإثنان أما الأسد فسقط في الهوة وتحطمت أضلاعه ثم جلسا سيتريحان بعد كل هذا الجري وشكر أونامير الحصان فرد عليه لا أعرف ماذا يفعل الإنس في هذا الجبل لكن لولا وجودك لصرت طعاما للوحوش !!!سأله أوناميرهل تعرف الحوريات اللواتي يعشن هنا أجابه نعم لكن الطريق لا يزال بعيدا لقريتهن وهو مليئ بالمخاطرلكن لماذا تسأل قال الفتى واحدة منهن زوجتي وإسمها بدرة ..
قال الحصان هذا أغرب شيئ سمعته !!! كان بودي مساعدتك لكن هناك وادي مليئ بالثعابين وهي تأكل كل من يقع بين أيديها وأنصحك أن تحذر أين تضع قدميك شيئ آخر إذا أمسكوا بك فاطلب رؤية ملكتهم وقد يكون جمال وجهك سببا في نجاتك من المۏت .شكره أونامير وواصل طريقه ولما وصل إلى الوادي هالته كثرة الثعابين وكان منها ما هو معلق على الأغصان وما يزحف على الأرض فمشى حتى تعبت قدماه ورأى جذعا مرميا فقال سأجلس عليه وأرتاح لكنه ما كاد يقترب حتى رآه يتحرك فقد كان ثعبانا ولضخامته إعتقد أنه جذع شجرة فالتف حوله ليبتلعه لكنه قال له إحملني إلى مولاتك وإلا نلت عقابها !!! لم يجد الثعبان بدا من الإمتثال
لطلبه فقد كان يعرف شدة بطشها .
أذنت له الملكة بالدخول وفي نيتها قټله لكن لما شاهدته سكن ڠضبها وطلبت منه الإقتراب من سريرها ثم أمرت بآنية الشراب وبفاكهة وأومأت له أن يأكل معها ويروي لها حكايته فقص عليها ما حصل مع الحورية وصعوده للجبل للبحث عنها .سمعت الملكة بانتباه ثم قالت له لقد راق لي جمالك وستبقى معي في القصر فترجاها أن تطلقه فهو لا يحب إلا تلك الحورية فأمرت بحپسه وبقي أونامير يبكي ويتحسر على حاله فالآن لن يرى زوجته ولا أمه .بقي أياما محبوسا وكلما جاءت ملكة الثعابين لرؤيته وجدته مصرا على رأيه فقالت له خسارة أن ټموت !!! أجابها لقد مت في اللحظة التي تركتني فيها الحورية . وفي الليل سمع أونامير حفيفا ثم صوت الباب يفتح فانكمش على نفسه من الخۏف لكنه بعد ذلك صاح من الفرح فلقد كان الحصان ذو القرن فقال له هيا أخرجوسأقودك لحبيبتك وما أن ركب أونامير على ظهره حتى أخذ في العدو بسرعة وداس على كل من إعترض طريقه من الثعابين .
وفي الصباح وصلا لأرض الحوريات وفقال أونامير للحصان لم أكن أتوقع قدومك فما الذي جعلك تغير رأيك وتعرض نفسك للمخاطر أجابه لو مت فلن يكون هناك أمل فيوما ما سيجد الإنس وسيلة للصعود إلى هذا الجبل ويقضون على كل ما فيه من جمال وحياة لكن أنت والحورية بإمكانكما جعل كل المخلوقات تعيش بسلام وتتعاون هل فهمت الآن يا صديقي لماذا فعلت ذلك قال أونامير ليس كل البشر سيئون وسأعمل أن يكون هذا ممكنا بعد قليل لاحت لهما قرية الحوريات وكانت محفورة في نباتات فطر ضخمة وسأل عن بيت بدرة وقبل أن يطرق الباب فتحت له وقالت لقد عرف أنك ستأتي تعال لأريك عجائب هذه الأرض وأخذا يتجولان وأونامير مندهش من الثمار وأصناف الحيوانات التي لم يرها قبل ذلك ثم قالت له سنعيش هنا ولن ترجع إلى حارتك !!! أجابها وأمي ردت عليه لقد إخترت المجيئ إلي ولم يجبرك أحد عن ذلك قال لها ملكة الثعابين حكت نفس الشيئ ردت الحورية ألم تدرك بعد أن من يدخل إلى هنا لا يخرج حيا حتى أن أردت الرجوع معك فلن تحيا بعد أن تنفست هواءنا وشربت من مائنا لقد صرت نقيا مثنا هل فهمت يا أونامير ونحن لنا مرآة سحرية نرى بها الأرض في الأسفل بإمكانك أن تشاهد أمك لكن لا تطل البقاء فلو أمطرت السماء لجرفتك المياه وتسقط من الجبل . .
أمضى الفتى مع حبيبته أشهرا لكن لم ينس قطيعه وأمه وفي أحد الأيام نظر في المرآة فرأى أن خرفانه قد تفرقت وأكلت أكثرها الذئاب أما أمه فصارت عمياء من كثرة البكاء عليه وكان في يدها سکين وقربها خروف العيد وهي تقول يا ليت إبني كان قربي ونحر هذه الأضحية !!! لما رأى أونامير ما حل بأمه وماشيته بدأ يبكي ويشهق بعد قليل بدأ المطر ينهمر لكنه من شدة حزنه نسي وصية الحورية فسقط من أعلى الجبل وطارت نقطة من دمه فوقعت في عيني المرأة فعاد لها بصرها ونقطة أخرى على رقبة الخروف فنحرته أما الحورية فلما علمت ما حل بأونامير نزلت لتراه وبدأت تبكي عليه لكن جائها النسر العجوز وقال لها في جيبه نبتة الحياة وهي الأخيرة التي ما زالت موجودة في الدنيا ولقد أكلت منها نصفا ومازال النصف الآخر وسيحيا من جديد .
فسحقتها في الماء وصبته في فمه وبقيت تحملق فيه. وبعد قليل بدأت الچروح تندمل وعظامه تلتئم ثم فتح عينيه وقالت لقد أخفيت نصف الزهرة لتنقذ بها الناس الذين تحبهم وهذا الحب الذي في قلبك هو الذي جعلك تعيش !!! وسمع أهل القرية بالحكاية فكفوا عن قطع الأشجار واصطياد الحيوانات فكثرت الطيور والفراشات وأصبح الماء صافيا والهواء نقيا وصار بإمكان الانس الصعود إلى الجبل والنزول فقد تحولت تلك القرية في النهاية إلى جزء منه ولفتها الأشجار ولم يعد يعرف أحد مكانها ..
...
إنتهت وشكرا على المتابعة