قصه مشوقه
حاسمة وقال
_عموما أنا كلمت أخويا وقالي بيتي مفتوح في أي وقت وفرح جامد.
تفوهت زينب دون أن تدرك فداحة سؤالها الأحمق
_وياتري قولتله إيه سبب الزيارة والمفروض كلهم عارفين إنها كانت هاتتجوز بعد أسبوع
زفر بضيق من حماقتها المتسرعة فأجاب
_قولتله محصلش نصيب عادي يا زينب دول بيبقو في يوم الفرح وبتحصل مشكلة تافهة وكل واحد بيروح لحاله وبنتنا لسه صغيرة أنا بس اللي أستعجلت لما وافقت علي موضوع الخطوبة والجواز ياريتني كنت أستنيت لحد ما تخلص تعليمها زي ما أهل المدينة بيعملوا.
_ عشان ساعتها أرمي عليكي اليمين.
قالها بتحدي فاتسعت عينيها پصدمة لم يدع لها مجال الرد فغادر الغرفة حتي يستنشق الهواء ويكظم غضبه الذي لو أطلقه سيحدث ما لا يحمد عقباه.
قالتها سحر لسائق سيارة الأجرة الذي ترجل لمساعدتها هي و ابنتها إسراء في نزول الحقائب المحملة من كل جميع أنواع الفواكه والخضار واللحوم.
وبعد أن أفرغ سيارته من الحقائب سألها
_تؤمري بحاجة تانية يا خالتو أم أحمد
أجابت وهي تخرج أوراق من المال من حقيبة نقودها
_ما يأمرش عليك ظالم يابني تسلم يا حبيبي أتفضل.
_وربنا أبدا يا خالتي ده أنتي في مقام أمي و أحمد أخويا عيب كده.
_يابني دي لقمة عيشك وأنا ما يرضنيش كفاية تعبناك و خليناك تلف معانا من الصبح عقبال ما أشترينا الحاجات.
_أبدا يا خالتي ولا تعب ولا حاجة.
قالها مبتسما وعينيه لا تفارق إسراء الشاردة في الفراغ مقطبة حاجبيها.
وبعد الشكر والسلام طرقت باب المنزل فتحت لها مجيدة الباب بترحاب وحبور
ركضت مروة تلك الفتاة ذات التاسعة عشر عاما إلي زوجة خالها وقامت بمساعدتها في إدخال الحقائب وتبادل القبلات والعناق وقدمت إليهم مجيدة كل ما لذ وطاب في وجبة فطور شهية و يعقبها مشروب الشاي الساخن ويتبعه الفاكهة والتسالي.
_تسلم إيدك يا مجيدة ياختي.
قالتها سحر فأجابت الأخرى بسعادة بالغة
_ده عشان الغالية مروة تاكل وتتهني وبعدين ده كله من خير أخوكي.
_ربنا يخليه ويبارك لنا فيه.
_يارب بصي بقي إحنا أكلنا وشربنا الشاي وحلينا نيجي بقي للكلام المهم واللي جايلك مخصوص عشانه.
نظرت مجيدة إلي إبنتها التي كاد يخرج من جانبيها جناحان من فرط السعادة لتوبخها والدتها أمام زوجة خالها وابنتها
_فيه إيه يا مجيدة بتزعقي لها ليه خليها قاعدة تعالي أقعدي جاري يا مروة.
نظرت الأخرى إلي والدتها تنتظر الأذن فرمقتها الأخرى بتوعد وقالت من بين أسنانها
_قومي فزي اسمعي كلام مرات خالك.
نهضت وذهب لتجلس بجوارها ربتت سحر علي فخذها وقالت
_ده أنا هابقي أمها التانية إن شاء الله.
ابتسمت مروة بخجل فقالت والدتها قبل أن تكمل سحر حديثها
_قبل ما تقولي اللي أنتي عايزاه هو اللي سمعته عن خطيبة ابنك ده صح وعشان كده سابها.
تلون وجه الأخرى بالحمرة من الغيظ
_كانت خطيبته وأهي راحت لحالها ربنا يسهلها ويسترها علي ولايانا.
لوت الأخرى شفتيها جانبا وقالت
_ما هو عشان المحروس ابنك عامل زي القرع بيمد لبره.
_ما خلاص يا مجيدة أهو عرف غلطته وأدينا جينا لك نطلب إيد مروة لأحمد وياريت الأسبوع الجاي هيبقي شبكة وكتب كتاب والاتفاقات ما تحمليش همها ابني شقته زي ما شوفتيها والموبيليا كلها عمولة خشب زان أصلي ده غير النجف في كل الأوض والريسبشن وتكيفات وعلقنا الستاير وأشترينا المراتب و السجاد تيجي تنقيه العروسة بنفسها وعشان عارفه ظروفك خصوصا بعد ۏفاة أبو مروة الله يرحمه أنا كنت عاملة جمعية علي جمب كده هديها لأحمد يجيب المطبخ و الأجهزة الكهربائية و الفرش عليكي أنتي شنطة هدومها بس ها قولتي إيه
انبلجت السعادة والفرحة العارمة علي محياها فأجابت
_هو فيه بعد قولك كلام يا مرات أخويا بنتي بنتك ومش هاتروح لحد غريب أنتي أمها وخالها أبوها و إبن أخويا شاب ماشاء الله عليه كان متربي علي أيدي.
_وبكده نقول مبروك ونقرأ الفاتحة.
_نقرأ الفاتحة من غير أخويا وابنه العريس
_دي فاتحة محبة يا مجيدة لأن المرة الجاية هاتبقي فاتحة وشبكة وكتب كتاب.
_اللي تشوفيه عقبالك يا إسراء يا حبيبتي.
كانت شاردة وكل ذهنها في صديقتها وحالها الذي يرثي له لكزتها والدتها في ذراعها
_ما تردي علي عمتك يا بت.
انتبهت إليهم فقالت
_تسلمي ياعمتو وألف مبروك.
انطلقت الزغاريد من فاه سحر و تبعتها شقيقة زوجها بعد قراءة سورة الفاتحة.
توالت الأيام وكأنها سنين في مضيها وكان الحال لا يتغير مازالت في حالة سكون لا تتكلم لا تريد رؤية أحد بل تقوقعت