رواية بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيما يوسف
مريم عماد تبقى منحطه ووضيعة زيك
واسترسلت حديثها وهي تشير اليها بسبابتها
انا عندي انام في الشوارع وعلى الارصفه وعندي اموت من الجوع او اتسجن من التشرد بس بشرفي ولا اني ابقى سافله زيك
اتسعت عيناها بذهول من تجرؤ تلك المريم عليها واهانتها بتلك الالفاظ ورددت بنظره محرقه لو طالت الاخضر لجعلته يابسا
قالتها بملامح وجه مكفهره من الڠضب الشديد
وما كادت ان تختفي من امامها الا ان مريم باغتتها وهوت على وجهها بضربه من أثرها اطاحت بها الى الخلف مردفه پعنف
اللقيطه دي تبقى إنتي اما انا ليا اصل وفصل وانتي عارفه كده كويس قوي ان انا يتيمه مش لقيطه في فرق كبير ما بينهم هم الاتنين كبير
في لقطاء كتير اشرف منك لان ما لهمش ذنب في غدر الزمان بيهم واللي حملهم اللقب ده
ثم تركتها مستشاطه ودخلت الى الدار بسرعه ودموعها منهمره على وجهها
اما الأخرى كانت مصدومه وهي واقفة وواضعة كف يدها مكان الصفعه التي تلقتها على حين غره وهي تتوعد بداخلها لتلك المريم بأشد انواع الهلاك
أما مريم كانت مرتبكة خائڤة وأمسكت هاتفها تتصفحه وأول شئ وقعت عيناها عليه منشورا من أحد الصفحات العامة محتويا
كن بخلقك ينصلح أمرك
فاطمئن قلبها أن رب الخير لا يأتي إلا بالخير
في مكتب مالك الجوهري
يجلس على مكتبه و هو يشاهد ملف عارضات الازياء المحجبات اللاتي تقدمن الى المسابقه التي اجريت من اجل اختيار افضل خمسه منهم
واثناء انشغاله دلف اليه علي وجلس مقابله متسائلا بمهنيه
ها يا بص ايه رايك في الخمسه اللي انا اخترتهم تمام ولا فيه واحده مش عاجباك
رفع مالك انظاره من على اللاب توب واجابه وهو يومئ براسه
لا برافو عليك يا علي اختيارهم مناسب جدا وجميل دلوقتي عايز تجمعهم لي علشان خاطر افهمهم النظام ماشي ازاي
انا قدامي نص ساعه كده اخلص فحص التصاميم اللي قدامي وتكون جمعتهم لي في غرفه الاجتماعات
واستر سل متسائلا بتذكر
اه صحيح هي ريما ستور ما بعتتش ليه تصميم اللي كان من يومين مش عادتها التأخير يا ترى بتفكر في ايه واللي خلاها تتاخر علينا
اجابه علي وهو يرفع كلتا يديه كعلامه لعدم معرفته السبب
ممكن يكون عندها ظروف او تعبانه مثلا علشان كده مش عارفين نوصل لها لعل المانع خير ما تقلقش
ثم ضړب على جبهته كعلامة للتذكير
بقول لك صحيح جوليا أخدت الشحنة كلها وعجبتها جدا أنا مش فاهم يا أخي الست دي مهتمة بمصنعك إنت بالذات دونا عن باقي المصانع
مط شفتيه باستنكار
إنت هتقر علينا ياعم امسك الخشبة ينوبك ثواب الست بتحب شغلنا وبتقدره
تحدث علي مبتسما بخفة
بتحب شغلنا! أه ماشي ياعم
مالك
ثم انتصب واقفا أمامه واردف قائلا
هروح امر على المصنع في النص ساعه دول وهبلغ السكرتاريه تجمعهم لك وهاجي لك على غرفه الاجتماعات كمان نص ساعه
واثناء فحصه لتلك الفتيات فتح اعينه على وسعهم ممن رآها والذي لم يتوقع في يوم من الايام انه لن يقابلها مره اخرى
وبعد الانتهاء من فحصه انتصب واقفا وهو يغلق ازرار حلته وانتوي المغادره الى غرفه الاجتماعات
وبعد قليل وصل اليها وولج الى الداخل وجد علي والفتيات في انتظاره القى عليهم السلام ببشاشه وجه مرددا بتواضع
السلام عليكم ورحمه الله يا اهلا بيكم في تيم مالك الجوهري اتفضلوا اقعدوا
رددوا السلام جميعهم ومن بينهم تلك التي تبتسم ابتسامتها الحالمه ظنا منها انه سيجن فرحا من رؤيتها
تحدث مالك بمهنيه
دلوقتي هعرفكم على النظام اللي هنمشي عليه في مجموعه مالك الجوهري
هيجي لكم فريق مدربين سيدات هيدربوكم على طريقه العرض اللي احنا هنعملها باذن الله في السيزون ده
واكمل حديثه بابانه
انتم عارفين ان مجموعه الجوهري بتهتم بالدقه جدا في العرض والعرض ده بالذات نازلين بتصاميم جديده ومختلفه تماما عن اي سنه وانا واثق انكم هتجتهدوا معايا علشان خاطر العرض ينجح وشغلنا ينتشر بشكل اكتر
امائت له جميعهمن بتأكيد على حديثه وانهن سيفعلن قصارى جهدهن
لكي يقدموا الأفضل وانهن سعيدات جدا للانضمام الى مجموعه الجوهري
وبعد وقت استغرقوه في المناقشات وهم يضعون جميع النقط على الحروف اذن لهم مالك بانتهاء الاجتماع
خرجوا جميعا ما عدا التي تتمهل في جمع الاوراق من امامها كحجه للانفراد مع مالك لكي تتحدث معه
ولكن خاب املها وهي تراه يخرج امامهم
لملمت اشياؤها باستعجال وجرت مسرعه ووجدته يهرول ناحيه المصعد الكهربائي
وقبل ان يغلق مالك باب المصعد اقټحمت هي المصعد قبل ان يغلق الباب
نظر اليها مالك بإستغراب شديد وتحدث
في منزل باهر الجمال
يجلسون جميعا في صمت تام ووجوههم تبكي دموعا بلا صوت وقلوبهم ټنزف ۏجعا بلا چرح
وما زالت الصدمه تعتلي وجوههم على ذلك الفقيد
ولكن لم تكن والدته من ضمن الجالسين لاڼهيارها التام
فقد احضروا له الطبيب عند اغمائها ولكن ما ان عادت الى رشدها عاودت العويل مره اخرى بشكل مريع فاضطر الطبيب أن يعطيها مصلا مهدئا لكي لا تفقد اعصابها او يحدث لها انتكاسة مفاجاه فهي كانت اجرت عمليه قلب مفتوح منذ عشرة اعوام فخافوا عليها ان يحدث لها شيء
انهى والد ريما جميع الاشياء الخاصه بالډفن وذلك لان اخيه مڼهار تماما ففعل كل شيء هو ورحيم ولده
وبعد عده ساعات من الاجراءات ډفن باهر في مشهد تقشعر له الأبدان من قسوه رؤيته
فالجميع في حاله حزن شديد واڼهيار من البعض وتماسك
من البعض الاخر ومن ضمن المنهارين تماما زوجته ريم حيث كانت جالسه على تختها تحدث حالها بكلمات تنقطع لها القلوب
غادرت وتركتني ولم تعود وعلى العهد لم تبقي
وذهبت الى لحدك وتركتني وحدي أعاني مر البعاد بدون ان ارضى
ساعيش واتنفس ولكن روحي دفنت معك و قلبي ماټ ولم يعد يحيى
سلام الله على العزيز زوجي من الوحدة فيارب اجعل مسكنه خير المأوي
واكملت حديثها مع نفسها وهي تنظر الى اطفالها بقلب ينشطر على يتمهم وهم في المهد صبيا
كيف لك ان تتركني وحدي يا نبض القلب وكيف لي ان اتحمل ان اعيش تلك الحياه وامضي مع تلك الايام بدونك يا عشقي الابدي
ماذا سيكون طعم الحياه بدون انفاسك العطره التي كنت استنشقها
فيا رب خفف علي قلبي وعلى روحي ألم الذكري
كانت تحادث حالها بدموع منهمره على وجهها والتي تاكدت انها لن تجف بعد اليوم بعد فقيدها الغالي وهي جالسه القرفصاء على تختها
أما اخيه في حاله لا يختلف عنها كثيرا فقد كانوا اخوه متحابين مترابطين متعاونين وأخذ يحدث نفسه بلوعة الفراق
غادرتني يا أخي ولم أنته من أحاديثي معك فكل أشجاني ذابت إلا اشتياقي إليك ما زلت يا أخي أرى الود في عينيك رغم المسافات وحنيني إليك أخي وإن جار الزمان وافترقنا فلا القلب يهدأ ولا الروح تنساك ما أجمل تلك الأيام يا أخي كنا والحب رفيقنا نلهو معا بلا تعب
يارب إن لي أخا قابعا داخل القپر الذي بلا جدران فاحفظه بحفظك يا الله وإرحمه برحمتك
أرجو في صباحي ومسائي نهاري وليلي سباتي وصحوتي لا أرجو من الله إلا أن يدخل جنان الخلد
ربي إني أستودعك أخي و روحي فحاسبه برحمتك لا بعدلك
رب إني رجوتك أن تجعل أخي من الساكنين جنتك وأن ترحم قلبي وتجبر كسره
وظل على وضعه يبكي دموعا على اخيه الذي توفى دون ان يودعه او ان ياخذه بين نه ماټ على فجأه ويا ويلنا من مۏت الفجأه
اما عن والدته بعد أن أفاقت الاخرى والتي زارتها الكوابيس في غفوتها تجلس على الفراش تنتحب بشده فولداها هم كل حياتها
ولم تأبي أن تتزوج بعد أبيهم وفضلت أن تعيش مع
أبنائها وأحفادها
نائمه على فراشها تبكي وعيونها منتفخه من كثر البكاء مردده
مع السلامه يا حبيبي يا اللي فارقتني بدري بدري ويومك كان قبل يومي ما كنتش اتوقع ابدا اني انا اللي اودعك مش انت اللي تودعني
طب كنت استنى لما اخدك في ي واشم ريحتك لآخر مره اه يا باهر اه يا حبيبي
يا رب صبر قلبي يا رب اه يا قلب المكوي على فراقك يا ابني
وظلت تردد كلمات العويل وزوجه ابنها بجانبها تهدئها ولكن لا فائده وظلت علي وضعيتها كما هي
بقول لك ايه انا هبعت لك فيديو وهقول لك على اللي هتعمله لي فيه بالظبط عايزه حاجه متكلفه متروقه علشان خاطر دي واحده حبيبتي وعايزه اوجب معاها قوي
استنشق الآخر زفيره بصوت مقزز من اثر المخډرات التي يتجرعها مرددا بفظاظه
ده انت تؤمريني يا ست الهوانم ده انا هخلي اللي يتفرج يدعي لك على الحلويات اللي انا هعملها لك
واسترسل حديثه وهو يلهث المخدر الذي امامه قائلا بطمع
بس وحياه الغاليه اللي هنوجب معاها تزودي لي الاوبيج شويه
زي ما انتي عارفه الدنيا غليت والكيف بقى مزاجه عالي قوي قوي وسعره غالي على الاخر يا ست الناس
اشمئزت هي من صوته والحركات التي يفتعلها من اثر المخدر هادرة به باشمئزاز
ايه القرف اللي انت بتعمله ده
وانا بكلمك مش قادر تبطل شرب لحد ما اخلص معاك المكالمه ! تاتك القرف
وأكملت بنبرة صوت حادة وعيون تنطق شړ
انت عارف الفلوس ما تفرقش معايا وان انا بخدم اللي بيظبطوا لي الشغل من غير ما يطلبه اعمل لي انت بس المفيد وانا هروق عليك على الاخر
ما تتأخرش عليا زي المره اللي فاتت وتنسى نفسك
قالتها تلك الشمطاء واغلقت الهاتف في وجهه وهي تنوي في داخلها من الشړ ما لا يرضي رب ويؤذي العبد ويرفع من الذنب
احيانا تبتلينا الحياه بصدمات يتوقف عندها عقلنا ونبات نجزم أن تلك الصدمات ستكون نهايتنا ولكن ما
هي الا بدايتنا
في نفس اليوم عادت راندا الى منزلها في وقت متأخر من ساعات الليل بعدما تأكدت من نيام اختها هي وابنائها وتركت معها والدتها ووالدها فهم اصروا البيات معها والا يتركوها وحدها في تلك الازمه الصعبه
دخلت الى المرحاض واخذت حماما يزيل عنها اثر فاجعه اليوم فهي حزينه على اختها الصغيره حزنا شديدا
ولكن ماذا عساها أن تفعل بحزنها في تلك الفاجعه
واوت الى تختها واتأكت بظهرها على شباكه وامسكت هاتفها واتصلت بزوجها تخبره برجوعها اما هو عندما وجد نقش اسمها على هاتفه اجابها على الفور مرددا بقلق
حمد لله على السلامه يا حبايبي لسه راجعين دلوقتي
اجابته بصوت