رواية بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيما يوسف
مخټنق من اثر الدموع الظاهره على وجهها والتي لم تهدا الى الان
اه يا حبيبي لسه راجعين يا دوب الاولاد خدوا شاور ودخلوا يناموا هم كمان ياحبه عيني انفطروا من العياط النهارده على جوز خالتهم انت عارف هما كانوا بيحبوه قد ايه
كان يستمع الى حديثها بقلب حزين لابتعاده عنهم في تلك الازمه مرددا بأسى
ما تتصوريش كم الحزن اللي انا حاسس بيه دلوقتي وأنا بعيد عنكم في الظروف دي بجد انا مخڼوق خنقه ما يعلم بيها إلا ربنا
للأسف اول ما سمعت الخبر حاولت احجز طيران بس ما كانش فيه طيران النهارده في الوقت ده
بس انا حجزت بكره ان شاء الله طياره ستة الصبح وعلى عشرة كده هكون معاكم
فرحت بشده لمجيئه لأنها في اشد الاحتياج اليه في تلك الايام الصعبه وأردفت متسائله
طب يا حبيبي مش كده خطړ عليك في الشغل ان انت تاخد اجازه مفاجاه مش لازم تستاذن في الاجازه قبلها بتلت ايام على الاقل
ما تقلقيش يا حبيبتي انا حكيت لهم الظرف اللي خلاني اسافر على فجاه وهو عذروني طبعا وفورا فضولي على اجازه اسبوع هقضيه معاكم واعزي ريما واخد بخاطرها وارجع على طول
واسترسل بدعاء و ملامح وجه حزينه
ربنا يصبر قلبها ويعينها على البلاء الشديد اللي هي فيه ويعينها على تربيه اولادها من غير ابوهم
الا قولي لي حالتها عامله ايه يا راندا
تنهدت بثقل والم انتاباها إثر سؤاله على اختها ورددت بحزن شديد
والله يا ايهاب ريما حالتها ما تطمنش خالص ما بتنطقش وما بتتكلمش
حتى عياطها بتعيطوا بسكوت وانا خاېفه عليها لا ټنهار ولا يجي لها صډمه عصبيه
ثم اڼفجرت في البكاء عندما تذكرت حاله اختها
وظل يهدئها ويطمئنها بكلماته لكي يخفف عنها ألم الحزن
وأغلق معها الهاتف لكي تخلد إلي النوم لكي ترتاح من ذلك اليوم الشنيع عليهم جميعا
وقام يعد حقيبته لأنه لم يتبقي إلا سويعات قليلة علي ميعاد سفره بقلب متعجل لرؤية الأحباب حتي لو
فصل 5
في منزل راندا المالكي عصرا
يجلس ايهاب متأكا على تخته ومحتضنا زوجته وحبيبة ايامه راندا مرددا لها بحزن
على قد ما أنا كنت جاي الأجازة دي حزين علشان باهر الله يرحمه
علي قد مانا حسيت ان طاقتي اتجددت
انا روحي هنا معاكم وفي وسطيكم هناك حاسس اني شريد وغريب وحياتي مفتقدة طعم الحياه ودفا البيوت
واكتر حاجه هفتقدها حرماني منك يا حبيبه القلب والروح يا ساكنه الوجدان
ما تتصوريش لما بسافر واسيبكم اول اسبوع بيعدي عليا ازاي الأكل ما لهوش طعم والنوم بالعافية والدنيا وحشه جدا لحد ما أحس ان انا خلاص اتأقلمت واخدت على كده وامشي في دوامه الحياه
تجمعت غشاوه الدموع في مقلتيها واحست بمدى العڈاب الذي يعيش فيه زوجها في غربته فهي مهما كان تعيش مع ابنائها وفي وسط عائلته يخففون عنها القليل من الآلام اما هو ولا جليس ولا أنيس يمرر ثقل الأيام والوحدة وتحدثت بحزن عميق
يا حبيبي بجد كلامك بيقطع في قلبي وبيحسسني ان احنا جانيين عليك
وان انت جاي على نفسك زياده عن اللزوم علشان خاطر تسعدنا كلنا وتوفر لنا حياه كريمة نعيش فيها
بجد انا نفسي
ان انا نفضل معاك هناك على طول وما نسيبكش خالص بس هعمل ايه تعليم
الأولاد صعب هناك جدا وكمان بابا وماما ما يقدروش ما يشوفونيش كل سنتين مره
بجد عناء الغربة صعب علينا جدا بس هنعمل ايه ادي الله وادي حكمته
و استرسلت حديثها وهي تنظر داخل عينيه بحب
بس انت ولو اني واثق ومتأكد انه ما يتشبعش منه ابدا
بيعدي وسنين الشباب بتضيع وكتير بقول ان الغربه هتاخد عمري وشبابي من غير ما أحس بوجودكم جنبي
الغربه حرمان كبير قوي يا راندا مش هيحس بطعمه والمه الا اللي مجربه مهما أوصف
كلامه اشعر بدنها واحست بمدى تعبه وآلام نفسه من وحدة أيامه واحتضنت كفاي يداه بين يديها وتحدثت بحنان وهي تنظر داخل عينيه
ياه يا حبيبي قد كده انت متعذب وضايع والحرمان مهدد سلامك وامانك
قد كده حياتك چحيم واللحظات بتعدي عليك كأنها سنين
كلامك بيحسسني ويخليني اقول يا ريت ما كنا خدنا الخطوة دي وبقينا في النص لا عارفين ننسحب ولا عارفين نرجع لنقطة البدايه ولا عارفين ناخد خطوه جريئة ومچنونة بأنك تقعد في وسطنا وما تسافرش تاني ونسيبها تمشي بالبركه
بجد انا من جوايا حزين عليك وعلينا وعلى حالنا
من جوايا بيتقطع من بعدك عننا والاشتياق اللي بيدمرنا
حرك راسه بنفي عندما رأى الحزن في عينيها بسبب حديثه واحساسها بالذنب فأجابها بحنان
لا يا حبيبتي اوعاكي ترمي الملامه على نفسك ولا تحسسيها بالذنب ناحيتي او ناحيتنا عموما احنا الاتنين بنتعذب زي بعض بالظبط انتي هنا مع الأولاد شايله مسؤوليتهم الكامله لوحدك وفي مواقف كتير بتكون محتاجه ان الاب هو اللي بيحلها وما بتلاقيهوش موجود فبتكوني انتي الأب والأم
الذنب لا عليا ولا عليكي ولا على الأولاد هو ده حكم الحياه وده حكم الزمن ولازم نسعى علشان خاطر ولادنا يعيشوا في مستوى افضل والحمد لله احنا احسن من غيرنا في ناس بيتغربوا بالسنين وما بيشوفوش اهاليهم غير كل تلت سنين مره اما احنا الحمد لله بنشوف بعض كل اجازه صيف وبتقضوها معايا
يعني الحمد لله متهونه شويه علينا ومش مقفله لدرجة تدخلنا مرحلة الاكتئاب بس على قد الحب على قد الاشتياق هو اللي بيأثر فينا كده انا وانتي وفي اولادنا بس ربنا يجعله في ميزان حسناتنا
واسترسل حديثه مغيرا مجرى الموضوع كي لا يحزنها
جهزتي لي شنطتي ولا اقوم اجهزها علشان انتي عارفه طيارتي بكره ان شاء الله الساعه 1100 الصبح ومش هيبقى عندي وقت اني اجهزها
تنهدت بثقل عندما ذكرها بسفره وازدرفت الدموع من عينيها كالشلالات وشددت من احتضانه قائلة بلوع
ليه بتفكرني دلوقتي ان انت مسافر بكره وهتسيبنا وهتمشي
واجهشت في البكاء بصوت عالي
حزن هو لأجلها وحدثها بصبر كي ينسييها ألم الفراق
يا حبيبتي انتوا خلاص هتقعدي شهر هنا وهتيجوا لعندي هناك تكون اختك هديت شويه
واعصابها هديت واوعدك اني مش هشتغل كثير في وجودكم هناك
بجد دموعك بتقطع في قلبي لما بشوفها ما تعيطيش تاني يا راندا علشان خاطر بجد ببقى حزين ومتضايق لما بشوف دموعك
واسترسل حديثه بمداعبة وهو يغمز لها بشقاوه
وبعدين انا مسافر بكره عايزه ادلع واعيش ليلة ولا الف ليلة وليلة ولا هتقعدي بقى كئيبة وحزينة طول الليل وما تودعينيش وداع يليق بالبشمهندس ايهاب
جففت دموعها بالمنشفه الورقيه على السريع واجابته على الفور بلهفه واشتياق
لا يا عمري ويا قلبي ويا كل حياتي ما اقدرش انكد على روح قلبي بس انا اللي خدتني الجلاله شويه واتأثرت بيك
ده انا هعيشك ليله اخليك تحلم بيها طول الشهر عقبال ما اجي لك
واستطردت وهي ترفع حاجبها بمشاغبه
بس انت تسد قصاد رندا المالكي يا حضره البشمهندس
قهقه بصوت عال على حديثها ومشاغبتها واجابها بغرور
عيب عليك يا روني ده يبقى عيب في حق الهندسة ذات نفسها
والهندسة ما ترضاش بكده ابدا لأنهم بيحبوا طلابهم وخريجينهم يتفوقوا بامتياز في اي معركه يدخلوها فما بالك بقى بمعركه حبنا انا وانتي تصوري كده اني افشل فيها يستحيل
واسترسل بغمزه من عيناه
في مصنع مالك الجوهري
لملمت اشيائها باستعجال وجرت مسرعة ووجدته يهرول ناحيه المصعد
الكهربائي
وقبل ان يغلق مالك باب المصعد اقټحمت هي المصعد قبل ان يغلق الباب
نظر اليها مالك بإستغراب شديد وتحدث ببرود وعدم اهتمام
انت ازاي ټقتحمي الأسانسير وتدخلي من غير استئذان اللي حصل ده ما يتكررش تاني والا هعتبر عقدك منهي معانا من قبل ما يبتدي
اڼصدمت هنا من بروده وجديته معها ولم تكن تتوقع تلك المعامله البارده ورددت بحزن بان علي معالم وجهها
هو انت مش فاكرني يا مالك ولا انت اللي عامل نفسك مش فاكرني لحقت نسيت هنا بسرعه كده ولا كان كلامك معايا وحبك ليا كله في الباي باي
استمع مالك الى حديثها بعدم اهتمام ونظر الى ساعته كي يصل اليها عدم اكتراسه باقواالها واجاب على سؤالها باختصار
مالك الجوهري ما بينساش اللي ما عندهمش اصل وخاصه لما كان ليهم مواقف تبين حقارتهم معاه في حياته
وانصحك علشان انا ما ليش في قطع الأرزاق طالما هتشتغلي هنا زيك زي زميلاتك اللي كانوا معاكي فوق ويا ريت ما تتعديش حدودك واسمي هنا الأستاذ مالك يا ريت ما تنسيش نفسك علشان هي غلطه واحده بس ليكي معايا وبعد كده اقول لك مع السلامه مش عايزين
وما إن انهى حديثه انفتح باب المصعد وخرج منه مالك بشموخ من امامها دون ان ينتظر منها الرد وتركها تتعجب من رده عليها واحراجها بهذا الشكل الذي لم تتوقعه وحدثت حالها باستنكار واستغراب
هو ازاي اتغير كده وبقى عڼيف في ردوده وفي كلامه ده كان زي النسمه ومعاملته معايا كانت كلها رجوله وجنتله
يكونش عرف انا ليه سبته وما دخلش عليه الكلام اللي انا قلته له ساعتها
اكيد عرف علشان كده بيتعامل معايا بالبرود ده ده كان اول ما بيشوف شكلي ولا بيسمع صوتي عيونه كانت بتطلع قلوب وحتى لما افترقنا كان متاثر جدا وحزين على بعادنا يا ترى ايه اللي غيرك يا مالك
واه لو طلعت تعرف اللي في بالي
انتهت من حديثها وخرجت من المجموعه وهي رافعه راسها بكبرياء وما ان خرجت رفعت انظارها الى اسم المجموعه بانبهار ورددت بتمني مع حالها
عن قريب قوي هرجعك تاني إنت ما تقدرش تستغنى عن هنا يا مالك وهملك قلبك من جديد وهنسيك اسمك زي ما كنت منسيه لك زمان بس الصبر
واكملت بتصميم وهي تبني احلاما بانها ستكون الآمر والناهي بتلك المجموعه ولن تتراجع عن ذلك وستستخدم جميع اسلحتها في الدفاع عن ما تظنه ملكها
مش انا اللي تسيب حاجه هي عايزاها وهرجعك تعشق خيال هنا اللي كنت بتحس بيه قبلها وهخليك زي الخاتم في صباعي زي زمان
كانت تحادث نفسها بانتشاء وهي تروي في خيالها آلاف الأفكار التي نظمتها مع حالها قبل ان تاتي الى تلك المجموعه
احقا كانت تظن ان مالك لن يعاملها بهذا الجفاء ولكن فلتستكين وتراجع خطواتها كي تعرف من اين البدايه الى مالك الجوهري حتى تصل الى مبتغاها التي لن تتنازل عنه
اما في سياره مالك كان متكئا على كرسيها الخلفي وعقله يدور في سنوات مضت ويتذكر كيف كانت تلك الهنا احب النساء الى