الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 54 من 70 صفحات

موقع أيام نيوز


يوميا بحجة الاطمئنان علي ابن أختها تارة وتارة يخترع أي أسباب يسألها عن التصميمات ولكنه أحب محادثتها في الهاتف وكأنه رجع شابا في مرحلة مراهقته 
وذات يوم كانت ريم نائمة ظهرا وأثناء نومها استمعت إلي صوت هاتفها 
مدت يداها وأجابت وأعينها مشوشة أثر النوم مرددة بصوت رقيق 
الو مين معايا 
أحس برعشة في جسده اثر استماعه لصوتها النائم وود لو كان بجانبها وكانت امرأته في تلك اللحظة وأجابها هامسا

صوتك حلو اووي وانتي صاحية من النوم بجد أسرني ودوبني أكتر مانا دايب ياريم 
اعتدلت من نومها بتوتر شديد لما سمعته أذناها من ذاك المالك الذي لم يترك فرصة إلا ويغازلها 
لقد أرهق قلبها وأتعبه بشدة وأصبحت أسيرته ولكن تعاند حالها وتريد كبت شعورها ولكن حصاره لها لم يمهلها فرصة 
وتحدثت بهمس مغلف بالخجل
مش هتبطل كلامك ده بقى وتفقد الأمل فيا 
ضحك بشدة على كلامها وأردف بنفي 
شوفي لو السما اختفت والبشر انقرضت والدنيا مبقلهاش وجود ساعتها هبطل أحبك 
أمسكت خصلات شعرها تداعبها بأناملها وعضت على شفتيها السفلية دليلا على انداماجها لكلماته ونبرة صوته التى اعتادت على سماعها قائلة
وبعدين بقى فيك بطل طريقة كلامك دي هعمل لك حظر على فكرة علىشان أنت مستغل أووي 
كان يستدير بالكرسي حول نفسه بسعادة عارمة لكونه يتحدث معها فقط فما تكون حالته عند لقائها الأول بين يديه يحلم كثيرا بذالك اللقاء وردد بحالمية
حرام عليكي اللي انتي بتعمليه فينا ده ياريم والله العظيم حرام إنتي بتحبيني زي مابحبك بالظبط وبتكابرى بس اللي متعرفيهوش إن المشاعر فضاحة 
واسترسل بملامة
كفاية
بقي كدة
وحنى عليا ووافقى على ارتباطنا وأنا
أوعدك انك مش هتندمي أبدا وخلي بالك بقولها لك للمرة التانية إنتي كدة بتشيلي ذنوبي علشان كل لما أكلمك وأسمع صوتك بتسحر وبتخليني أقول كلام مينفعش يتقال غير من زوج لزوجته 
وللمرة اللى مش عارفه عددها بقول لك أنا عايزك تكونى ليا 
ابتسمت على طريقته وكأنها الأخرى عادت ابنة السابعه عشره عاما ثم ألقت كلمتها السريعة وأغلقت الهاتف فورا
خلاص هفكر 
استمع إلي كلماتها بقلب ينبض فرحا وعشقا وصار بعقله يفكر كيف يكون لقاؤها الأول بالتأكيد سيكن عاصفة شديدة في ليالى العشق والغرام 
نظرت للسقف بشرود وتيهة وخطړ على بالها رحيم هى تريد أن تتحدث مع شخص يتفهمها فأرسلت له رسالة عبر الواتساب
رحيم عايزة نخرج أنا وإنت في مكان هادى ممكن 
جائته رسالتها وهو يهاتف مريم فاستئذن منها كي يراها قرأها وابتسم تلقائيا ثم أنهى حواره مع مريم وأرسل لها بموافقة
فى ربع ساعه بالظبط هكون جاهز ياحبيبتي يلا جهزي نفسك 
سعد داخلها من أجل حنان أخيها عليها وقامت بنشاط وحيوية كي تأخذ حماما منعشا وبعد نصف ساعة كانو متحركين بالسيارة 
وصلوا الي المكان المحبب لها دلفوا الي المكان وانتقوا مقعدا بجانب البحر الذي تعشق الجلوس أمامه 
بعد استقرارهم في المكان أحس بحرجها تود أن تتحدث معه في ذاك الموضوع ولكن خجلها يقف عائقا أمامها 
ولكنه تشجع قائلا
أنا حاسس بيكي ياحبيبتي وحاسس بتعبك وجهادك مع نفسك بس ليه ده كله علشان باهر الله يرحمه اللى بين أيادي ربنا دلوقتي 
واستطرد نصحه كي يطمئنها من نزاعها الداخلى 
هو عند اللى خلقه وانتى لسه عايشة فى الدنيا بني أدمة بتتنفسي ونفسك ليها حق عليكي 
نظرت إلي البحر بروح منهكة حاربتها كثيرا وأومأت بخفوت
مش قادره أتخطى وجود باهر لحد دلوقتي ولا قادرة أتصور نفسي مع راجل غيره يارحيم 
التوي ثغره بحسرة على حالة أخته 
ليه ياريم ليه تعذبى نفسك وتعيشي على ماضى وذكريات وتأنبيها على حاجة ملكيش ذنب فيها وكمان تدفنيها جوة دوامة هتسحب جمال روحك لحد ماتخليكي هشة 
طيب أعمل إيه دلنى على الصح قالتها ريم برجاء وهى تنظر إلى أخيها 
ربت علي يديها بحنان وأجابها
تدى لنفسك ولقلبك فرصة تدى لهم حق إنهم يعيشوا وملكيش دعوة بكلام الناس ارميه عرض الحيطة محدش هينفعك وانتي بتضيعى سنين عمرك ورا سراب هيحطمك عيشى الواقع والحقيقة وافرحى بشبابك طالما مبتعمليش حاجة تغضب ربنا 
سألته بتوهان 
طيب تنصحني أبتدى إزاي من جديد وخاصة انى معايا ولدين لايمكن هسيبهم أبدا أيا كانت الظروف 
تنهد براحة نظرا لأنه على مشارف إقناعها براحتها 
أنصحك بأنك لو جت لك فرصة كويسة مع راجل محترم ومتدين يعرف ربنا وابن ناس توافقى بس بشروطك وأولهم ولادك وتانيهم شغلك مانتي مش هتتنازلى عن حلمك للمرة التانية 
تلج الذكريات المحزنة كالمطارق في صدرها وقالت بيقين
أكيد طبعا دي أول حاجة هطلبها وأمن عليها كمان 
وتابعت حديثها وهي تفرك يداها بتوتر
طيب ايه رأيك لو كان الراجل ده مستر مالك 
انفرجت أساريره بسعادة تلقائية وأجابها بموافقة
يازين ماختارتى راجل محترم وشهم وجدع وابن ناس وظروفه تنفع ظروفك جدا 
واسترسل حديثه مستفسرا بخفة
احكي لي كل حاجة ودلوقتي حالا حكم أنا بعشق حكايات العشق والغرام وخاصة الممنوعين 
ابتسمت بشدة علي دعابته وهتفت بعيون التمعت بالحب فور حديثها عنه
تقريبا حبنى واتعلق بيا من أول ماشافني ومش بس كدة من قريب اعترف لى بحبه ومش عايزة أقول لك بقى محاصرنى في كل مكان وحتى التليفون 
الله الله ياست ريم ده انتى عيونك لمعوا وبيطلعوا دباديب أول ماجت سيرته جملة دعابية نطقها ذاك الرحيم بخفة لطيفة 
أحست بالحرج الشديد رغم أنه يداعبها إلا أنها خجلت بشدة وأردفت بتحذير
والله لو مابطلت طريقتك دى لا هقوم أسيبك وأمشي يارحيم 
ضحك بشدة على خجلها وأردف بنفس الخفة
خلاص ياستي متبقيش أفوشة كدة خدى وادى معايا 
واسترسل حديثه مشيرا إلى هاتفها 
يالا امسكي التليفون حالا وقولي له إنك موافقة تقعدى معاه قعدة مبدئية تعرفوا فيها ظروف بعض واللى فيه الخير يقدمه ربنا 
اعترضت على كلامه بشدة 
ايه ده أكلم مين مش بالسرعة دي
اهدى كدة 
خطڤ الهاتف من أمامها قائلا بټهديد
هو انتو كدة الستات تموتوا في المحايلة وتبقى نفسكم في الحاجة وتتمنعوا وأنتن الراغبات 
واسترسل بوعيد 
هتكلميه ولا أبعت له أنا رسالة دلوقتي من على تليفونك ومش عايزة أقول لك بقى هتبقى رسالة غرامية بحتة أبل بيها ريق الراجل اللي نشفتيه معاكي 
مطت شفتيها باعتراض وأردفت بمحايلة
لااااا بالله عليك ماتعمل كدة وأنا خلاص هكلمه 
تحدث شارطا
هتكلميه دلوقتي وقدامي 
أمائت برأسها بموافقة وهي تبتسم 
أعطاها الهاتف وبيدين مرتعشتين طلبت رقمه ولم تنتظر أكثر من رنتين حتي أجابها قائلا
مش مصدق نفسي والله ريم هانم المالكي بتتصل بيا
بذات نفسها ده بايني القمر طلع بالنهار وأنا مش واخد بالى 
أحس رحيم بخجلها الشديد وأشار إليها بتشجيع أن تستمر في الحديث 
ابتلعت أنفاسها بصعوبة بالغة وألقت كلماتها 
أنا موافقة نقعد مع بعض مبدئيا كدة واللي عايزه ربنا هو اللي هيكون 
قالت كلماتها وأغلقت الهاتف فورا وصارت تتلفت حولها يمينا ويسارا من شدة خجلها 
البارت الثاني وعشرون
ليلا وبالتحديد في الساعة الثانية صباحا في منزل هيام الجوهري تدلف الى شقتها وما إن دخلت حتى قام زوجها واقفا أمامها ويربع يديه حول صدره قائلا بهدوء ماقبل العاصفة
والله عال ياست هيام بقي وصلت بيكي الجرأة إنك ترجعي البيت الساعة دي !
واستطرد كلماته بنهر وروحه زهقت منها وما عادت قادرة على الإحتمال
خلاص الكيل طفح منك ومبقتش قادر أستحمل أكتر من كدة 
أنا نفسي أعرف إنتي صنفك إيه بالظبط 
ثم وجد نفسه صاڤعا إياها على وجهها پعنف وكأنه بتلك الصڤعة ينتقم لعمره الذي أضاعه معها وأكمل مرددا وهى على صډمتها 
إنتي طالق واتفضلى اطلعى برة روحي مطرح ماكنتي ومش عايز أشوف وشك تانى 
لم تتحرك مشاعر الحزن لديها فور استماعها لتلك الكلمة والتى تنهي ميثاقا غليظا بين ذكر وأنثي فوقع تلك الكلمة على أي امرأة تزلزلها بقدر ماأزعجها ضربه لها وجعلتها تنظر له بشړ ثم رفعت حاجبيها وأردفت بغل 
هندمك عليه القلم ده أوي يارامى وهدوقك معنى انك تطردنى من بيتى في أنصاص الليالي وأنا عاملة نصه بفلوسى معاك يدا بيد 
نظر إليها باشمئزاز هادرا بها
فلوس مين ياطماعة ده إنتي خاربانى وساحلانى معاكى ببرانداتك وعربياتك ومجوهراتك علشان المنظرة الكدابة بتاعتك 
وتابع سخريته منها 
ده إنتي إللي مديونالي بشبابى اللى ضاع معاكى ده انتي من اللي الرسول صلى الله عليه وسلم قال عليهم يكفرن العشير وإنتي طبعا مش هتعرفى معناها علشان انتى فارغة 
ثم أولاه ظهرها وهدر بها بحدة
اتفضلي يالا علشان البيت ينضف وليا كلام مع أخوكى الكبير علشان نفضها سيرة 
رفعت راسها بكبر معتادة عليه دائما مرددة بغل
تمام ياروميو بس مترجعش ټندم وتقول أه من اللى هعمله فيك 
أعلى مافى خيلك اركبيه يابنت الجوهرى جملة استفزازية نطقها ذاك المهدر حقه مع تلك الشيطانة 
غلى داخلها من استفزازه لها وخرجت كالإعصار قبل أن يطردها بيده فهى تخشى على منظرها أن تهان ويسمع بها أحد وهي تردد داخلها بوعيد
والله لا أربيك وأعلمك ازاى تعمل كدة في هيام الجوهري 
ثم انطلقت مسرعة بسيارتها وتوجهت إلي بيت والدتها وهى في قمة الغليان 
وفور دلوفها المكان أحست بها والدتها فاړتعبت بشدة هرولت إليها قائلة بړعب 
في ايه ياهيام ايه يابنتي اللي جايبك الساعة دي 
لوت شفتيها بامتعاض وأردفت وهى تدعى نبرة الحزن
رامى ياماما غدر بيا وطلقني وضربنى وأهانى جامد اوي 
ضړبت والدتها على صدرها وهتفت باندهاش 
طلقك ! طلقك يعنى ايه ياهيام !
طلقني ياماما هى ليها معنى تانى قالتها تلك الشمطاء بلا مبالاة وتابعت بغل 
ومش بس كده ده طردنى من بيتى فى أنصاص الليالي عديم النخوة والرجولة 
سألتها والدتها باستغراب
وطلقك وطردك من الباب للطاق كدة يا هيام !
واسترسلت استفسارها بإحساس أم 
عملتى في ايه خرجتيه عن شعوره خلاه طلقك ورماكى في ساعة زي دي !
أصل رامى جوزك غلبان غلب السنين ده عشرة عمر وأنا عارفاه كويس جدا 
أشاحت بيديها وأردفت باعتراض
أه انتى هتدافعى عن بنتك الوحيدة ولا هتقفي في صفها !
مانا عارفاكى هتاخدى صفه وقال على رأى المثل ضربنى وبكى سبقنى واشتكى 
وتابعت كلماتها اللاذعة وهي تصعد الأدراج متمتمة
بكلمات أثارت شك والدتها 
أنا طالعة أنام ومش ناقصة صداع علشان خاطر واحد ميسواش رمانى في أنصاص الليالي 
نظرت تلك العبير إليها بأسى وقلبها يأن ۏجعا من تلك المتجبرة المتمردة ودخلت إلي غرفتها تؤدى فريضة قيام الليل بعد أن جافاها النوم لما حدث 
تجلس ريما ووالدها في مكانهم المفضل ألا وهى حديقة المنزل 
لاحظ توترها الشديد من فركها ليدها وأنها تود أن تحكى له شيئا ما ولكنها مترددة خجلا 
ربت على ظهرها بحنان وتحدث بعيناى متفهمة 
احكى لى وقولى كل اللى عندك وأنا كلى أذان صاغية ياقلبى 
فركت يداها بتوتر وتفوهت بخجل 
أصل في موضوع عايزة أخد رأي حضرتك فيه ومتوترة شوية 
طمأنها بعينيه أن تتحدث دون خجل فتشجعت وقصت عليه طلب مالك وإلحاحه عليها 
فرح داخله لأجل صغيرته فمهما
 

53  54  55 

انت في الصفحة 54 من 70 صفحات