رواية بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيما يوسف
ولادنا فمن الأفضل ان انت تسكت وما تتكلمش طبعا ما رضيتش ان انا اسكت وهددتها ان انا هقول لك وعلشان خفت على اخوتكم وان انا ما وقعش بينكم اجبرتها انها تبطل الحكاية دي من سنتين بالضبط وقلت لها هعرف ان إنتي بطلتيها ولا لا وهسأل عن حالة اخوكي على طول واشوفه بيتحسن في العلاج ولا لا لو ما لقيتهوش بيتحسن ههد المعبد على دماغك وفعلا كل مره يا مالك لو تفتكر بسألك كل فترة انت صحتك عاملة ايه والعلاج عامل معاك ايه وانت كنت دايما بتطمني ان الدكاترة بيقولوا انه فيه تحسن
الموقوتة
سكت ڠصب عني علشان خاطر ما اشوهش صورة ام ولادي قدام اي حد حتى لو كانوا اهلها وما حدش يذل ولادي في يوم من الأيام ان امهم بالأخلاق دي لكن خلاص مش قادر استحمل معاها اكتر من كده وجبت اخري
هنا تحدثت عبير بملامة
يا ريتك كنت فضلت ساكت يا رامي وما اتكلمتش وكنت سترت عليها وربنا كان هيجعله في ميزان حسناتك اما دلوقتي انت عملت مصېبة كبيرةة بكلامك ده وانت مش واخد بالك
ارجوك يا مالك اهدى يا حبيبي والحمد لله ان انت ربنا شفاك وانا ليك عليا هربيها وهعلمها الأدب بس ارجوك ما تسمعش حد بينا ولا تعمل حاجة ټندم عليها بعد كده
كان صامتا يتألم ينظر الى اخته نظرات متشعبة بالڠضب تاره وبالملامة تارة وبالتواعد تارات كان يشك انها الفاعلة به هكذا ولكن كان ېكذب حدسه دائما كما انه شك في طليقته اكثر منها لم يتفاجأ من تلك الكلمات التي القاها زوجها كما روعه الموقف الآن فأخته كانت ستجني عليه بحقدها وحبها للأموال التي كان يغدقها بها ولم يحرمها منها يوما من الىيام فسألها بفحيح
ليه تدمري سنيني وتخليني عشتها سوده وخليتيني حاسس دايما بالنقص وان رجولتي مش مكتمله!
اذيتك في ايه او عملت لك ايه كنت طول عمري ليكي اب واخ وصديق وعمري ما كنت وحش معاكي
ثم على صوته ودوى في المكان بأكمله مما أفزعهم جميعا
ليه ياهيام لييييييييييييه انطقييييييي
وهنا أحست بمدى حماقتها وخستها وقامت من مكانها ونزلت تحت قدميه متذللة
أنا آسفة يامالك حقك عليا أنا غلطانة وحبى للفلوس عمانى وخلانى مش عارفة أنا بعمل كدة إزاي
وكادت أن تكمل توسلاتها إلا أنه
فجأها برفسة من قدميه هوت بها بعيدا عنه وجعلتها التصقت بالحائط وتوجعت بشدة لقوة دفعها قام من مكانه وذهب إليها ممسكا بخصلات شعرها يلويها بين اصابع يديه پعنف مرددا بعيون تلتمع احمرارا من شدة ألمه
ده إنتي ډمرت لي سنيني وخلتينى زي الملطشة في ايد اللى يسوى واللي ميسواش
انتى خربتي لي حياتى وضيعتي لي شبابي اللى كان نفسي أجيب فيه طفل وأبقى أب وأحس إني إنسان
واستطرد باستنكار شديد
انتى متخيلة انتى عملتى فيا إيه وحجم الألم والعڈاب اللى عيشتينى فيه !
ثم سألها بفحيح
قولي لي يا هيام عملتيها ازاي دي كنتى بتحطي لي الحبوب ازاي !
زاغ بصرها ولم تجيبه فصړخ بها غاضبا
انطقى كنتى بتحطيه إزاي ياهيام بدل ماهخلص عليكي حالا
انتفضت ذعرا وأومأت بخفوت
كنت بطحنه وأحطه
لك على برطمان القهوة بتاعتك
انصعقوا مما استمعوا إليه من تلك الشيطانة والتى في صورة إنسانة وضړبت والدتها على صدرها بذهول وعدم تصديق
أه يابنت بطنى ! ده أنا مخلفة شيطان بقى مش بنى أدمه روحى ياشيخة منك لله قلبي وربي غضبانين عليكى ليوم الدين منك لله منك لله
وذهبت إلي مالك ودفعته إلي ها بقلب تحسر ألما وتجرع مرارا على فقيدها وتحدثت وهي تشدد من احتضانه
أه يابن عمرى حقك عليا أنا يانور عيني حقك علي قلبي ياقلب أمك والحمد لله ربنا شفاك ورد كيدها وغلها وهى اللى اټدمرت وخسړت زوج زي رامى وعيال ملايكة زي ولادها وأم واخوات وعيلة زينا وبقت زي سلة الژبالة بالظبط كله بيبص لها باشمئزاز
أما مروان تحدث متعجبا وهو يضرب كفا بكف على ذاك المشهد الذي زلزله وجعله يشفق بشدة علي أخيه
ده ايه ده يابنتى ! ده انتى الشيطان المتجسد في صورة إنسان لاا والله أنا كدة بظلم الشيطان ده إنتي بجد مريضة نفسيا يابنتي وعايزة تتعالجى
انسحب رامى من بينهم بضمير يؤنبه ولكنه تحمل منها ماكفاه عمرا بأكمله وهى ابنتهم فليتحملوها فقد طفح كيله واكتفى
أما مالك صعب عليه حاله وواقفا في المنتصف بين والدته التي تنظر له برجاء وبين وصية أبيه القابع في قپره يود أن يفتك بها وأن يخفيها من على وجه الأرض فكم صعب ذالك الشعور تجاهه يشعر كأنه مكتوف الأيدي يريد أن يثأر ولكن من من ! يريد أن ينتقم ولكنها بنت أبيه فردد بعد تفكير عميق بعزم كعزم الجبال وهو يكتم جراحه داخل قلبه مرددا أمام الجميع
حسبى الله ونعم الوكيل فيكي فوضت امري فيكى لربنا وهو جبار منتقم هياخد بحقى منك واعملي حسابك من النهاردة ملكيش أخ اسمه مالك اعتبريه ماټ
انفطرت والدته لأجله وبكت بدل الدموع دماء لخاطره أما هيام صارت تشهق بشدة لما آوت إليه من الجميع وكأن السنين القادمة من عمرها هى سنين الجفاء التى ستحياها فتحدثت إليه والدته كي تخفف وجيعته
الۏجع ع قد ماهو طعمه مر وقاسى وبيعيشك ف چحيم ومرار بس هيفوقك والخذلان صعب لكن أوقات بتبقى نهايته راحه وعوض يبل ريقك ويغنيك ويبهرك
إطمن رزقك وعوضك عن تعبك ووجعك من الدنيا واللى شفته والله جاى بس إنت أصبر
قبلها مالك من جبينها وتفهم كلماتها
وصعد إلي جناحه بقلب مټألم وروح منهكة
عاد رحيم بمريم إلى منزله وهو يتمسك بيد حبيبته بتملك عاشق متيم فمنذ ابتعادها عن المكان الذي ولد فيه عشقهما وهو حزين بشدة لفراقها فقد اعتاد رؤيتها صباحا ومساء وعندما كان يشعر بوحشتها تسوقه قدماه إليها فى دقيقة واحدة دلفا الاثنان وهو يردد لها بترحاب
حمد لله على سلامة الأميرة نورتى قصرك ياحبيبتي
بادلته الابتسامة بمثلها وأردفت وهى تنظر إلي المكان باشتياق
الله يسلمك ياقلبي المكان منور بيكم كلكم
واسترسلت بوحشة
متتصورش المكان هنا وحشنى قد إيه قضيت فيه
أجمل أيام في عمرى رغم قلتها
ثم تذكرت ما حدث لها هنا من وجيعة لروحها أيضا قائلة بوجه حزين
وبردوا شفت فيه ۏجع كل لما أحاول أنساه برجع أفتكره
احتضنها من ذراعيها وهتف يهدأ من روعها وهو ينظر داخل عيناها الساحرتان
خلاص بقى ياروما ليه تفتكرى الۏحش ده ماضى وانتهى ومش عايزين نفتكره تانى امسحي من حياتك نهائي وخليكي دايما واثقة في حبي ليكي وان عمري ما هبعد عنك ابدا واكدت لك وعدي ده بدل مره ألف مرة
واسترسل حديثه وهو ينظر لها نظرات اشتياق
تعرفي ملامحك بريئة قوي زي الأطفال من أول مرة عيني جت في عينك وانا كنت بتشد لك كل يوم عن اليوم اللي قبله بحسك مني وبحس اني مسؤول عنك وحتى لما پتتوجعي كأني أنا اللي بتوجع
شفتي انا وصلت في حبك لقمة الحب ولسه برده ما جبتش نهايته
احست بمدى صدقه من نظرة عيناه التي تعشقها فرحيم بالنسبة لها روحها وقدرها الآمن وهتفت بعشق مماثل
أنا بقى أول مرة أعرف معنى الحب كان معاك انت برغم من اني زيي زي أي بنت اتعرض عليا من كذا حد اني أحب لما كانوا بيصرحولى أنهم معجبين بيا وفى منهم برده كان مقرر فكرة الارتباط بس ساعتها مكنتش حاسة بأي مشاعر من اللي أنا حسيتها معاك أنا معاك حسيت باللهفة لما كنت عارفة إني جيالك المكتب أسأل عن حاجة وحسيت بالغربة لما سيبت هنا المكان وبعدنا عن بعض وحسيت بالحب الكبيييير لما اتحديت الظروف وكسرتها علشان مريم ياأجمل رحيم
داعب وجنتيها بيداه وتحدث هائما
ورحيم علشان مريم يعمل المستحيل علشان بس يوصل للحظة زي دي علشان تبقى مريم بين ايديه وملكه علشان دقات قلبه متستحقش إلا مريم
وتابع بوله وهو يحتضن وجهها بين كفاي يداه
ياه يامريم عشقك فاق الحدود ونفسي بقى ربنا يجمعنا
على بعض وتبقى ملكى قولا وفعلا مشتاق لكل لحظة سعادة وانتى فيها فى رحيم
ذابت من كلماته وتاهت فى بحور عيناه العاشقة وأغمضت عينيها وهى تعيش سحر اللحظه بين يديه أما هو بحركتها تلك أثارته بشدة واقترب منها وعيناه تنظر لها برغبة واشتياق لم يشعر بهم طيلة حياته إلا فى حضرة تلك الصغيرة ثم قبلها بحب ولهفة وكانت بين يداه تائهة لا خبرة لها في مجاراته قبلته العاشقة لها
ماأجمل لقاء الحبيبين بعد العناء وما أجمل أن يقتنصا من الزمن لحظات فى الحلال تروى قلوبهم ولكن ابتعدت عنه ماإن استمعت إلي قدوم سيارة جميل وصارت تنظر له بخجل شديد وعدلت من حجابها الذي بعثره لها ذاك الرحيم الذي يجن بين يديها وتصبح مشاعره ثائرة عليه بشدة رآهم جميل من بعيد وذهب إليهم مرددا السلام
السلام عليكم ورحمه الله ازيكم ياولاد عاملة ايه يامريومة
ردت سلامه بترحاب شديد
الله يسلمك يابابا أنا تمام الحمدلله إنت أخبارك ايه
أومأ لها ذاك الجميل بابتسامة
هو في حد يشوف مريومة القمر وميبقاش رايق ده انتى البسكوتة اللى نورت مكانها حمدلله على سلامتك يا بنتى
وتابع حديثه وهو يهز رأسه
متتستغربيش انا اللى قايل للولد ده يروح يجيبك وبعدين هو كان يستجرى يهوب ناحية الشقة هناك من غير إذنى ده أنا كنت بهدلته بس هو طلع شطور بيسمع الكلام صح ولا هو جالك مره كده ولا كده من ورايا
ضحكت بشده عندما رأت وجوم ملامح رحيم واردفت بنفي
لا والله يا اونكل هو فعلا شطور وبيسمع كلامك ما فيش
مرة جالي فيها بعد كتب كتابنا غير لما كان معاك والمرة دي بس
قطب جبينه وهو يصطنع الدهشة من كلامهم
أنتم محسسنى انكم بتتكلموا عن طفل نونو
واستطرد قائلا وهو يشير إلى حاله بفخر
أنا على فكرة الدكتور رحيم ودي مراتي يابابا يعنى أروح لها وأشوفها في أي وقت ومن غير إذن
وتابع حديثه وهو يتراجع عنه عندما رأي نظرات الڠضب تنبعث من جميل
بس بردوا