رواية بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيما يوسف
أمسكت الكبريت وما إن أشعلته واقتربت من الفرن حتى اڼفجرت الڼار في وجهها وكذلك أنبوبة الغاز وشبت النيران في جميع المنزل من أعلاه إلي أسفله وكأن دعوة المظلوم من قلبه بحړقة تفتح لها أبواب السماء
بعد ساعتين من انفجار الأنبوب وحضرت المطافى ونقلوهم الي المشفى وحالتهم يرثى لها وتدمروا كليا ولم يتبقي منهم غير أنفاس وبقايا من شكل بنى أدم وكأن الجزاء من جنس العمل حيث قال سبحانه وتعالى
وتحقق وعد الله في آكل مال اليتيم أيها الإنسان الدنيا فانية ولا تستحق أكل حقوق العباد فما بين طرفة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلي حال فاللهم الاستقامة والقناعة فالرضا لمن يرضى
البارت السابع والعشرون والأخير
في كلية التجارة حيث يقف كل من رحيم وفريدة وجميل وراندا وزوجها وأبنائها ومالك وريم يستمعون بفخر واعتزاز إلي مناظرة مريم أثناء مناقشتها للدكتوراة فهى بعد أن انتهت من دراستها فورا أخذت الماجستير ثم اجتهدت وسارعت الوقت والآن تقف بكل اجتهاد تناقش رسالتها وما إن أنهت حتى ارتخت على مقعدها تنتظر تقديرها من لجنة المناقشة جلست بتوتر بالغ بان على معالم وجهها ونظراتهم جميعا متبسمين لها ويدعمونها بأنها ستحصل عليها بتقدير عال
لقد تم منح الطالبة مريم عماد شهادة الدكتوراة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى
صفق الجميع مهللين ومباركين لتلك اليتيمة التي حصلت على الدكتوراة بتلك المرتبة العالية هرول إليها رحيم مسرعا قبل أن يصل إليها الجميع وجذبها إلى ه وهو يرفعها أعلى ويدور بها في المكان بفرحة عارمة ثم أنزلها وقبلها من جبهتها مرددا أمام الجميع بفخر
وصل إليهم جميل وجميعهم فتحدث جميل بعيون لامعة من شدة سعادته بها
مبروك يا أجمل دكتورة مريم انا بجد فخور بيكي يابنتى فرحتى قلبى انك قدرتي تتحدي المستحيل
وتبقي الدكتورة مريم عماد
مبروك يا مريومة الف مبروك يا حبيبتي انا بجد سعيدة قوي بيكي النهاردة يا قلب ماما ربنا يفرح قلبك ودايما من نجاح لنجاح يارب
ربنا يخليكي ليا يا أمي منحرمش منك ابدا إنتي ليكي نصيب في نجاحي واني وصلت للدرجة دي بفضل ربنا أولا ثم تعبك ووقفتك جنبي وعمرك ما
بخلتي عليا بوقتك ولا مجهودك ولا حنانك وكنتي دايما دعم كبير ليا عمري ما هقدر أوفيكي حقك يا امي
شددت فريدة من احتضانها وهي تلومها
مفيش شكر بين الأم وبنتها يا قلبي ونجاحك ده كأنه نجاحي بالظبط
وبارك لها الجميع بقلب سعيد لتلك المريم وبعد مدة خرجوا جميعا وعاودوا الى منزل جميل فهو قام بعزيمتهم على العشاء في جو أسري فرحت به مريم بشدة
انقضى أسبوعين على تلك الأحداث واليوم موعد زفاف مريم على رحيم في اكبر قاعة من قاعات الإسكندرية وصل إليها رحيم بسيارته الى صالون التجميل كي يذهبوا إلي حفل زفافهم
عندما رآها وهي بفستان زفافها أحس بالفخر بذاته أنه يمتلك تلك الرقيقة وأنها زوجته وأنه استطاع ان ينالها رغم كل الظروف المحاطة بهم وصل إليها وأخذها بين ه وشدد عليه بقوة وكأنه اخيرا انتهى من معركة الوصول إليها وبدورها شددت على احتضانه وهي تنظر أعلى تحمد ربها على عطاياه لها
انطلق بها الى القاعة المقام بها حفل الزفاف وبدأت مراسم الحفل بعد ان بارك لها الجميع وكانوا مبهورين ابتسمت له بعينين عاشقتين ورمشت بأهدابها دليلا على تفاعلها مع حالة الوله التى يعيشونها واستمعت إلي باقي كلمات الأغنية بقلب يدق فرحا
إحساسي بيكي لو قلت ليكي ميتحكيش
جيتي وبقيتي أهلي وبيتي لو يوم مشيتي إزاي هعيش
عمرك لحظه ما نزلتيني لأ بالعكس أنا بيكي عليت
ولا بعتيني ولا خذلتيني وبتديني أكتر ما إديت قبل ما بندهلك بتجيني
ضهري وسندي لو إتهزيت
ماإن وصل بها إلي بيتهم حتى حملها وانطلق
انا كمان مبسوطة قوي ومش مصدقة ان ربنا عوضني بيك بعد سنين العڈاب اللي انا عشتها مكنتش متخيلة إن أنا هيطلع نصيبي من الدنيا انت يا رحيم
قطب جبينه وتحدث باعتراض
ليه ما تصدقيش يا مريم انتي جميلة وأخلاقك راقية وكل حاجة فيكي بتدل على رقيك وتدينك وجمالك من بره وجوه ليه شايفه نفسك قليلة كده
وتابع بحب
إنتي أجمل حاجة حصلت لي في حياتى أنا معرفتش معنى الحب إلا معاكى
وظلا ينظران بوله لبعضهما من سحر اللحظة ثم بدأ يخلع عنها حجابها وما إن رأي خصلاتها الغجرية تهبط على وجهها حتى حبست أنفاسه
من روعة جمالها وانطلق بها إلي رحلة العاشقين كى يسقيها من حبه وعشقه الشديد لها
في منزل زاهر الجمال حيث تجلس هند مع صديقتها نور والتى كانت طريق النور لها فتحدثت هند بقلب موجوع على ما حدث لزوجها
حالته صعبة خالص من ساعة الحريق اللي حصل وهو زهق من كتر عمليات التجميل اللي عملها لنفسه هو وامه ومستكتر على نفسه ان هو يبقى شكله مټشوه كده
أي نعم العمليات دي فرقت مع شكله كتير لكن بقى زهقه وعصبيته وحالته حاله ومبقاش مش طايق نفسه
مطت صديقتها شفتيها بامتعاض واردفت
والله لازم يرضى بنصيبه اهي الفلوس اللي اخذها من اليتامى ما نفعتهوش بحاجة وبرده لحد دلوقتي ما رجعلهمش حقهم وهيفضل كده
طول عمره يصرفهم على المړض وربنا هيطلعه من بلوة هيوقعه في مصېبة
تحدثت هند بعيون تلمع دمعا
انتي مش متخيلة انا خلصت كلام معاكي ونزلت وأول ما خرجت من البيت حصل لهم اللي حصل شفتي تدابير ربنا انا وبناتي ما نكونش موجودين في البيت
وتابعت برضا عن نفسها
من ساعة ما ربنا شفاه شويه وانا واخته عمالين يتحايل عليه يرجع مال اليتيم وهو مش راضي هو حر انا أخليت ذنبي قدام ربنا وعملت اللي عليا
ربتت نور على ظهرها واردفت بتشجيع
انتي ما تعرفيش ان ربنا سبحانه وتعالى بيخزن عنده كل حاجة فالانسان لما بيعمل خير بيتحفظ عند ربنا وبيفاديه بسبب الخير ده من حاجات كتير ومن اهم الحاجات اللي ربنا فداكي إنتي وبناتك بيها انك مشهدتيش زور وانك تقبلتي مني اي نصيحة بقولها لك لوجه ربنا ولحد دلوقتي بتتقبلي وبعدتي نفسك عن اي مشاكل فكملي في طريقك وان شاء الله هيسترها معاكي إنتي وبناتك
احتضنتها هند وهى تحمد ربها داخلها على تلك الصديقة الصادقة واردفت بامتنان
بجد يانور انتى اسم على مسمى كنتى شعاع النور وسط ضلمتي
وها هو الصديق الصادق الذي قال الله سبحانه وتعالى عنه في كتابه العزيز
الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين
أما في شقة اعتماد فهي تنام على التخت لا حول لها ولا قوة وآثار الحروق نظرا لسنها الكبير تملأ وجهها وجسدها بشراهة
فتحدثت ابنتها بصبر قد سئمت منه
يا أمي كفاية لحد كده وخلي زاهر يرجع لريم وولادها حقهم انتي مش حمل عقاپ ربنا سبحانه وتعالى لما تقابليه
والعمر ما بقاش فيه بقية كلمي
زاهر وخليه يتنازل عن الميراث بتاع ولاد اخوه وخليه يبدأ صفحة جديدة عشان عنده بنات وكفاية اللي حصل قوي لحد كده الله يسهل لها هي بعدت وما بتأذيش حد ولا عمرها أصلا كانت بټأذي حد
وظلت ابنتها تلقي عليها ارشاداتها ووعظها إلى أن جعلتها هاتفت زاهر وأمرته أن يتنازل لريم واولادهم عن حقهم في ميراث زوجها وأصرت عليه أن يفعل ذلك إجبارا
أما زاهر فعل ما طلبته منه والدته رغما عنه فكتب عليه ان يكون من القاسېة قلوبهم وما اكثر هؤلاء الذين يعيشون بقلب غليظ وهؤلاء الذين قال الله عنهم فويل للقاسېة قلوبهم
في مجموعة مالك الجوهري يجلس هو وزوجته ريم مرددا لها بتشجيع
اهدى يا حبيبي ما تقلقيش ان شاء الله هتفوزي في المسابقة وهتاخدي اللقب عن جدارة ومين أصلا يقدر ينافس ريما ستور ولا ياخد منها اللقب
كانت تفرك يدها بتوتر وتحدثت بملامح قلقة
انت ما تتصورش اللي انا داخلة قصادهم عاملين ازاي دول قدام جدا وليهم اسم وصيت من سنين وخاصة اللي بتاخدها كل سنه دي غول تصميم ومحدش قدر ينافسها
قام من مكانه وجلس مقابلتها وأمسكها من يدها واحتواهم بين يديه كي يشعرها بالأمان وتحدث بفخر
هو انتي مستهونة بنفسك كده ليه !
ده انتي صاحبة ماركة ريما ستور اللي كسرت الشرق والغرب بتصميماتها وهي مش ظاهرة أصلا
وانتي في السنة دي عملتي ضجة كبيرة في عالم التصميمات ولازم يبقى عندك ثقة في نفسك وفي ربنا أولا انك هتاخدي اللقب لأنك تستحقيه عن جداره ياحبيبتي
وتابع بعيون تطمئنها بتأكيد
وبعدين اللي إنتي بتتكلمي عنهم دول موجودين في السوق بقى لهم كتير لو إنتي كنتي خرجتي للشغل وسوق العمل من زمان كان زمانك اكتسحتيهم وخاصة ان هما عندهم معارض بتخدم تصميماتهم
شوفي انتي بقى في سنة واحدة خرجتي فيها عملتي ايه
وانتي كنتي مكونة اسمك وماركتك وانتي مش ظاهرة فعلشان كده تأكدي ان ريما ستور هي غول التصميم مش حد غيرها
وظل يطمئنها الى ان أتى موعد المسابقة فتأبطت ذراعيه وانطلقا الى وجهتهم
وصلوا المكان وجدوه ممتلئا بالزائرين انتقى لها مقعدا بعيدا عن الاستدج وجلسوا وظل يهدئها وهو ممسكا بيدها
مرددا بعيون تلتمع فخرا
ممكن نهدى بقى خلاص فاضل ربع ساعة والمسابقة تبتدي ولجنة التحكيم دلوقتي دخلت أهي نركز بقى علشان تتعلمي من كل حاجة بتشوفيها وتأكدي سواء أخدتي اللقب او ما أخدتيهوش إنتي حاجة كبيرة قوي وليكي
مستقبل باهر في التصميم لازم تكوني متأكده من كده
شكرته بعيناها بامتنان لوقوفه جانبها وبعد دقائق ابتدأت مراسم المسابقة وخرجت عارضات الأزياء تؤدين العرض بمهارة
وكل العيون مثبتة عليهم وبعد ان انتهوا من تقديم جميع العروض الخاصة بالمتسابقات جاء دور لجنة التحكيم وانطلق كل منهم رافعا لوحته برقم التصميم الذي ابدى اعجابهم بشدة والجميع في حالة توتر شديدة وكل ينتظر النتيجة وها هم يعلنون عنها
وها هي تفوز ريما ستور بصاحبة أفضل مصممة على مستوى الشرق الأوسط
وأعلنت مذيعة العرض
صاحبة ماركة ريما ستور هي