قلوب حائرة بقلم روز أمين
أستغلت خروج عمر وذهابه مع طارق لأحد الأماكن العامة كي يخفف من وطأة حزن أخيه وعزلته وما حدث له جراء تلك الطامة الكبري التي زلزلت حياته وجعلت من كيانه مبعثرا
كانت ټحتضنها وتبكي بمرارة علي ما أصاب عائلتهادخلت راقية كي تطمئن عليها وكعادتها الفضولية تستطلع علي أخر الأخبارجلست بجانب منال وتحدثت وهي تنظر لتلك الفتاة
واستطردت كعادتها وهي تحاوط فكها بأصابع كفها
وكله كوم والبت اللي علي إيدك دي كوم لوحده
واستطردت بصفاقة
أهو ده اللي كان ناقصقال علي أخر الزمن يكون لك حفيدة من واحدة إرهابية وقتالة قټلة
واسترسلت مستفسرة بفضول وهي تجذبها من ذراعها
حولت بصرها إليها وهتفت بنبرة حادة
جرا إيه يا راقيةإنت شيفاني رايقة قوي قولتي تيجي تعكنني عليا شوية
واستطردت بصياح حاد
أنا في إيه ولا في إيه إنت كمان
بإنعدام حياء أردفت شارحة
يعني الحق عليا إني خاېفة عليكي وعوزاكي تراجعي نفسك وتتوبي لربنا قبل ما ياخد أمانته
إنت جاية تفولي عليا يا ست إنت!
شهقت راقية بتعجب وتحدثت
هو أنا علشان بحبك وبنصحك في الخير أبقي بفول عليك يا منال
وبعدين هو فيه حد كبير ولا بعيد عن المۏتاديكي شوفتي اللي حصل للمسكينة لياليإتخطفت يا حبيبتي في لحظة
واستطردت بخباثة
مش يمكن اللي حصل لك ده كله عقاپ من ربنا عشان فرقتي العيلة اللي طول عمرها متجمعة
اللي عملتيه ده إسمه قطع صلة الرحموأكيد ربنا حب ينبهك باللي حصل لك ده كله
بنبرة صوت أظهرت كم الالم الساكن داخلها تحدثت
سبيني في حالي يا راقيةأنا فيا اللي مكفيني ومش نقصاكي
لوت راقية فاهها في حين هتفت الصغيرة ناطقة بحروف إسم مروان التي حفظتها لشدة تعلقها به
فهمت منال طلبها فاستدعت العاملة وتحدثت إليها بتوصية
خدي البنت وديها عند ثريا هانم
أومأت لها العاملة وانسحبت بالفتاة فاستغلت راقية الوضع وتحدثت
طب والله ثريا دي طلعت بنت أصول وما فيه منهابعد كل اللي عملتيه معاها ده واخدة بنت عمر وبتربيها زي ما تكون حفيدتها هي
تنهدت منال ثم أغمضت عيناها پألم
بالحديقة الخاصة بمنزل المرحوم رائف
دخلت يسرا من البوابة الخارجية بصحبة مروان وشقيقاهجلس عز فوق ساقاي ثريا التي إحتضنته برعاية وحنان ثم سألت مروان عن صحة والدته فأجاب الفتي ببشاشة وجه
ماما كويسة الحمدلله
الحمدلله يا حبيبي نطقتها ثم تحدثت إلي يسرا مستفسرة بتعجب
أمال نرمين فين يا يسراهي مش كانت معاكم في المستشفي!
جلست بمقعدا مجاورا لزوجها وتحدثت بإبانة
بعد ما إطمنت علي مليكة إتصلت بسراج وطلبت منه يتقابلوا علشان يتكلمواقالها إنه مستنيها في كازينو قريب من هنا وراحت تقابله
تنهدت ثريا بأسي لحال إبنتها ثم تحدثت بتمني
ربنا يهديهمأنا مش عارفة سراج التاني منشف دماغه ومش راضي يرجع لبيته ليه
أردف سليم بإيضاح
سراج راجل محترم وعنده كرامة يا ماماعزة نفسه منعاه إنه يرجع بسهولة بعد المعاملة اللي كانت نرمين بتعاملها له واللي الشهادة لله عمره ما كان يستحقها
هتفت يسرا ناطقة بكلمة حق
بصراحة بقي يا مامااللي سراج إتحمله من نرمين ما يتحملهوش اي راجل إلا لو كان إبن أصول وباقي علي العشرة بجد
اردفت باستسلام
أنا عارفة إن بنتي طبعها صعب وحمقيةبس والله غلبانةدي إتربت يتيمة يا ولاد وده مخليها دايما مش حاسة بالأمان
إستمع الجميع إلي صوت تلك البريئة التي وما أن رأت مروان حتي شعرت بأن روحها التي كانت تنقصها قد عادت لهاحيث هتفت منادية بصوتها الحماسي بحروف إسمه
ماااارو
إستمع إلي صوتها الحماسي وأصابه شئ من السرور الذي إحتل روحه وتحدث إليها بصوت حنون
ليزا
أما ذاك الصغير الذي وما أن إستمع إلي صوتها ورأي هيأتها التي أصبحت تقوده إلي الإشتعال فهتف بنبرة حادة وعيناي غاضبة
هي إيه اللي جابها تاني عندنامش راحت عند نانا منال وخلصنا منها
إبتسم الجميع وتحدثت ثريا وهي تحتضنه بشدة
مش
أنا قلت لك إنها هتقعد معانا هنا شوية
هتف بنبرة غاضبة
بس عزو مش بيحبهاوبعدين دي بتخلص لنا كل الأكل بتاعناوكل شوية تاكل أيس كريم
واستطرد بغيرة
ومش بترضي تقعد ولا تلعب غير مع مارو
إحتوت ثريا ذاك الغاضب وقبلت وجنتهتناول
مروان من العاملة الصغيرة التي إرتمت داخل أحضانه وببرائة لفت ذراعها حول عنقه تحتضنه كمن وجد ضالتهإبتسم مروان وسعد داخله بشعور تلك البريئة تجاههأما ثريا فأردفت بنبرة حنون حين وجدت إتساع عيناي الصغير الذي ربع ذراعيه ونظر علي ذاك الثنائي بسخط وعيناي تطلق شزرا
طب ما تحاول تلعب معاها وتعاملها كويس وهي ترضي تقعد معاك إنت كمان وتحبك زي مروان
هو أنا اصلا بفهم هي بتقول إيهدي بتهبل مش بتتكلم جملة غاضبة نطقها الصغير أضحكت الجميع وتحدثت يسرا إلي مروان
علي فكرة يا مروانالمفروض ما تكلمهاش إيطالي كتير علشان تتعود تتكلم عربي زينا
اجابها الفتي بملامح وجه بشوشة
أنا فعلا بدأت أعلمها تنطق بعض الكلمات بالعربيعلشان لو إحتاجت حاجة وأنا في المدرسة اللي معاها يقدر يفهم هي عاوزة إيه
تسائل سليم بفضول
هي مش كانت عايشة في لندنيبقي إزاي بتتكلم إيطالي
أجابه الفتي مفسرا
عمو طارق قال لي إن المربية بتاعتها كانت إيطاليةعلشان كدة ليزا بتتكلم بنفس لغتها
رفعت وجهها تتطلع عليه عندما إستمعت إلي نطقه لحروف إسمهاإبتسم لها فبادلته الإبتسامة وقامت بوضع
قبلة حنون فوق وجنته بعدما تلمست الاخري بكفها الصغيرضحك الفتي وتحدث إلي جدته
شفتي يا نانابقيت بابا وأنا عندي 14سنة
ربنا يبارك لي في عمرك إنت وأخواتك يا حبيبي وأشوفك متهني في حياتك جملة نطقها بتمني وعيناي حنون فصاح الصغير قائلا بغيرة
أنا عاوز أروح عند جدو عزمش هقعد مع البنت دي
تفاهم مروان مع الصغيرة وطلب منها البقاء بصحبة ثريا وحمل شقيقه وتحدث بنبرة حنون
أنت زعلان منى
أجابه باقتضاب
أهوهقول لمامي إنك مش بتاخد بالك من عزو زي ما قالتوبتاخد بالك من البنت دي وبس
أجابه وهو يتحرك به إلي الداخل بعدما إصطحب أنس أيضا
طب ماتزعلش يا حبيبيمش إنت عارف إن أنا بحبك اكتر حد في الدنيا كلها
هز رأسه بإيماء فاسترسل قائلا
يلا نغير هدومنا أنا وإنت وأنس وبعد كدة ننزل نلعب مع بعض
هتف أنس بنبرة حماسية
أنا عاوز ألعب في بحر الكور يا مروان
بس عزو عاوز يرسم بالرمل بتاع مامي يا أنوس نطقها بحماس فأجابه مروان
لما مامي ترجع بالسلامة هترسم معاها
وافقه الرأي وصعد الفتي بشقيقاه وساعدهما بخلع ملابسهما وغسل أيديهم ووجوهم حسب توصية والدته له بأن يرعي شقيقاه بنفسه حتي عودتها
عودة إلي منزل سليم
أخذ سليم نفسا عميقا ثم تحدث متسائلا بإكراه
إتفضل قولي حضرتك محتاج إيه بالظبط
أردف ياسين متسائلا
قبل ما نتكلم لازم أستفسر عن حاجة مهمة
ترقب الآخر سؤاله فاسترسل من جديد
هو انت أديت أي معلومات للشرطة لما استدعتك
أجابه بثبات
الحقيقة لا
واستطرد بزيف وتمويه شعر به ياسين من خلال خبرته
لأن مش حابب أدخل نفسي في حوارات مليش فيها ولا تخصني
تظاهر ياسين بتصديق ذاك السليم وحجته الواهية وتحدث
تمامأنا زي ما قلت لك أول كلامناعاوز أوصل للجزء المحذوف من التسجيلاتوياريت لو تقدر توصلني لتسجيلات بوابة الأوتيلعاوز أشوف العربية اللي وصلتها والشخص اللي كان سايقها
بثقة عالية أجابه سليم
بسيطة جدا
بسط يده وأمسك جهاز الحاسوب من أمامه وفتحهودخل علي جوجل واستخرج من النسخ الإحتياطي الملفات المحتفظ بها وتحدث وهو يستخرج التسجيل المطلوب
أنا عامل نسخ إحتياطي علي جوجل بينسخ التسجيلات تلقائيا ويحتفظ بنسخة عنده
واستطرد بإبانة
متعود أضيف عليه أي نظام مراقبة أقوم بتركيبهعلشان لو حصلت أي مشكلة وأتحطيت في موقف زي ده أقدر أساعد
زاد الشك داخل ياسين بل بات شبه متأكدا مما حدثه به قلبه منذ القليللكنه فضل الصمت إلي أن يحصل علي مبتغاه وبعدها سيتولي أمر ذاك المريب ويجعله يقر ويعترف بكل ما يخبأه داخل جعبته
قام سليم بإعادة تشغيل التسجيلاتدقق ياسين وبات ينظر بتمعن وما أن لمح زوجته الراحلة وهي تترجل من السيارة التي توقفت أمام بوابة الأوتيل حتي شعر پألم إقتحم داخله ومزقهطعڼة قوية جعلت قلبه ېنزف ويتألم علي تلك التي غدرت بلا ذنب
شعر وكأن أحدهم يقتلع روحه وهو ينظر إلي وجه زوجته الشابة وابتسامتها الخلابة وهي تتطلع إلي الأوتيل بسعادة وتتحرك داخله بخطوات حماسية وكأنها تخطو لتحقيق حلما طال إنتظاره
وعي علي حاله حينما إستمع إلي صوت تلك الرقيقة التي شعرت بتمزق روحه وهو ينظر إلي زوجته فتحدثت بمؤازرة
الله يرحمهاإن شاء الله هي في مكان أحسن
هز رأسه وعقب مؤكدا
إن شاء الله
تحدث بنبرة جاهد في إخراجها متماسكة
يا ريت يا باشمهندس تنسخ لي صورة العربية ورقم اللوحة
وافقه سليم ونسخ له صورة السيارة وأيضا صورة تلك المرأة التي تأكد أنها تلك المدعوة خديجة الراويحيث أنها كانت تنتظر ليالي وقابلتها بحفاوة ثم اصطحبتها إلي الأعلي حتي دخلتا معا الحجرة التي وقعت بها الچريمةوبعد عدة دقائق خرج رجلان كل منهما يحمل حقيبة كبيرة وبدأ يتسللان ويتخذان الحيطة والحذر بخطواتهما إلي أن وصلا للحجرة المقصودةدق أحدهم الباب بخفة ففتحت له تلك المرأة وادخلتهما سريعا
وما هي إلا دقائق وكانت تخرج وهي تحمل إحدي الحقيبتان وتتحرك علي عجالة وهي تتلفت
حولها إلي أن إستقلت المصعد الذي نقلها للأسفل ومنه إلي خارج الأوتيل حيث كانت تنتظرها نفس السيارة التي جلبت ليالي وتحركت سريعا
نسخ سليم صورة الرجلان وبعثها أيضا علي هاتف ياسين
بعد مرور بعضا من الوقت وأثناء إنغماس كلا منهما بمشاهدة بعض تسجيلات الكاميراتدخلت فريدة التي خرجت منذ حوالي النصف ساعة وتحدثت إليهما بإبتسامة بشوش
العشا جاهز يا جماعةيلا بينا
وقف ياسين وتحدث معتذرا
أنا أسفيظهر إن الوقت سرقنا
واستطرد بانسحاب
أنا همشي وهاجي بكرة علشان نكمل شغلنا
حضرتك مش هتتحرك من هنا غير لما تتعشي معانا جملة نطقتها فريدة بإصرار فاسترسل معتذرا من جديد
أرجوك تعفيني يا باشمهندسة
إنت بخيل ولا إيه يا سيادة العميد قالتها مستفزة إياه كي تجبره علي مشاركتهم العشاءأكمل علي حديثها سليم الذي تحدث بلطافة إستغربها ياسين
إوعي تكون فاكر إننا علشان عايشين في ألمانيا بقينا أوربيين خلاص واتطبعنا بطباعهم
واستطرد بوجه بشوش
إحنا مصريين يا سيادة العميد وطالما وقت الأكل حضرلا يمكن ضيفنا يخرج قبل ما يشاركنا فيه
رفع ياسين أحد حاجبيه ونظر إليه باستنكار مصطنع ثم تحدث بظرافة
اللي يشوفك من ساعة واحدة وإنت بتطردني برة بيتكما يصدقش إن إنت نفس الشخص اللي بتعزم عليا بإصرار علشان أتعشي معاكم
إبتسامة واسعة خرجت من فم سليم وتحدث بإيضاح
دي نقرة ودي نقرة يا سيادة العميدوما تنكرش إن تصرفي الأولاني كان مجرد رد فعل علي إسلوبك الأشبه بأمر
إبتسم واومأ بتصديق علي حديثه فأردفت فريدة بدفاع عن حبيبها
سليم شخص طيب جدا