الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية بقلم دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 18 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز

وبتاع إيه كفاية الكلمتين الحلوين دول ده أحسن تشجيع
نظرت وفاء إلى فرحة وقالت لها وأنا معاكى يا فرحة
وتابعت وهي تنظر إلى إيمان إنت تروحى مشوارك ترجعى تلاقى الحفلة جاهزة ومستنياكى وهتلاقى الهدايا نازلة عليكى زى المطر
أبتسم عبد الرحمن قائلا ومش أى مطر 
وفت وفاء بوعدها وقامت مع فرحة بتنظيم الحفلة السريعة ذهبت إليهما مريم وإيهاب الذي قال ممازحا 
أنا قولت أساعدكم يعنى بصفتى بفهم في الديكور 
ثم تابع على فكرة اللى اختار الركن ده فنان بجد
قالت فرحة في خجل أنا اللى اخترته حلو
نظر في عينيها قائلا إلا حلو ده تحفة حلو خالص
ضړبته مريم على كتفه قائلة إيه ياعم انت أومال فين دروس غض البصر اللى كنت بتقولنا عليها 
فغض بصره وهو يستغفر وقال طب انا هستناكوا هناك لو احتاجتوا تنقلوا ولا تشيلوا حاجة عرفونى
قالت مريم ماشى يا عم هركليز
ضحكت الفتيات وبدأت كل واحدة تقوم بالعمل المخصص لها نظرت مريم إلى فرحة وهي تختلس النظر إلى إيهاب الذي يجلس بعيدا وقد لحق به يوسف ووليد
فاقتربت منها قائلة بجرأة بصراحة الواد يتحب
إحمر وجه فرحة لكلمة مريم وقالت بصوت لا يكاد يسمع قصدك إيه يا مريم 
رفعت مريم كتفيها مشاكسة قصدى إيه! لا ولا حاجة إشتغلى ياختى إشتغلى ربنا يوفقك
عادت إيمان بعد صلاة المغرب فوجدت الحديقة قد أعدت على أكمل وجه بعض الزينة البسيطة والورود المنثورة حول طاولتين كبيرتين عليهما بعض أنواع الحلوى المختلفة وبعض المشروبات الملونة تحت المظلة الخارجية الكبيرة التي وضع عليها الأنوار الملونة فكان المنظر رغم بساطته إلا أنه بديع ويحمل معانى الدفىء التي افتقدتها منذ زمن 
إجتمعت العائلة الكبيرة في الحديقة حيث قال الحاج حسين لو كانت الحفلة دى بكرة كنت جبتلك الهدية اللى تستحقيها لكن ملحوقة إن شاء الله
وهنا قال عبد الرحمن بهدوء أنا بقى عندى لإيمان هدية هاتخليها ټعيط
قال ايهاب بمزاح طب احتفظ بيها لنفسك
ضحك عبد الرحمن قائلا إستنى بس يا أخى
ثم توجه بالكلام لإيمان قائلا قوليلى بقى عندك جواز سفر
أجابت إيمان بحيرة لا ليه 
قال عبد الرحمن طب إلحقى بقى طلعيه بسرعة علشان تلحقى الفوج السياحى
قالت بحيرة أكبر فوج إيه!
قال بود ياستى الفوج اللى طالع بعد عشرين يوم إيه مش عاوزه تعملى عمره ولا إيه
نظرت له بامتنان بالغ وقد برقت عينيها بدموع الفرح وكادت أن تبكى ولكنها قاومت دموعها بصعوبة وهي تقول 
جزاك الله خيرا يا عبد الرحمن بس مفيش داعى تكلف نفسك 
تدخل الحاج حسين قائلا تصدق والله فكرة يابنى أنا كمان بقالى فترة نفسى أطلع عمرة
ثم إلتفت إلى زوجته قائلا ها يا عفاف تيجى معانا
قالت بسرعة ولهفة إلا آجى طبعا هآجى
خلاص جهزى جواز السفر من بكرة يا إيمان
ثم أشار إلى إيهاب وقال وانت بقى تاخد أجازة وتلف معاها على حكاية جواز السفر دى عاوزينه يطلع بسرعة علشان نلحق نسافر 
لم تستطيع إيمان أن تتمالك نفسها أكثر من هذا فانسابت دموعها على وجنتيها وهي تتمتم 
الحمد لله كان نفسى فيها من زمان 
فقبلتها أختها واحتضنتها وقالت ده عنده حق بقى لما قال هدية هتخاليها ټعيط 
أقبل الجميع يهنىء إيمان في بهجة ومن وسطهم انسحبت مريم بهدوء إلى مكان بعيد نسبيا ووقفت تتأمل الأبواب الحديدية التي تحيط بالحديقة في صمت وحزن وهي تشعر أن هذه الأبواب القاسېة بداخلها تحيط بقلبها وتعتصره في قسۏة تريد أن تتحرر تريد أن تتقرب إلى الله مثل أختها لعلها تنال إحترام الجميع مثلها ولكن هناك شىء يصدها دائما لا تعلمه 
شعرت أن أحدا يقترب من المكان التي تقف فيه فاستدارت مجفلة فوجدت يوسف يقف خلفها قائلا ببرود 
بابا بيسأل عليكى وقفة هنا لوحدك ليه
أشاحت بوجهها عنه وقالت حاضر جاية حالا 
مرت بجواره لتعود أدراجها ولكنه استوقفها بإشارة من يده وقال بهدوء هسألك سؤال وعاوز إجابة ب آه أو لاء ممكن
قالت بضجر إتفضل
يوسف في حاجة بينك وبين وليد
نظرت له باستنكار وقالت لاء طبعا وعلشان تتأكد وليد بيقابل سلمى صاحبتى 
وضع يديه في جيبه وركل حصى صغيرة أمامه بخفة وقال ساخرا ده دليل ميشرفكيش على فكرة بالعكس
نظرت له پغضب وغيظ شديد ثم تركته ومضت
في طريقها حيث الإجتماع العائلى المبهج تحت مظلة الحديقة 
مضت الأيام سريعا وإيمان تستعد للسفر لأداء العمرة بصحبة الحاج حسين وزوجته عفاف 
وكانت المفاجأة أن عبد الرحمن أيضا سيذهب معهم لأداء العمرة فلقد كان يحتاج إلى مثل هذا الجو الروحانى ليخفف عنه ما يشعر به وليتقرب أكثر إلى الله بطاعة مثل هذه تخرجه من حالة الحزن الداخلى الذي يشعر به باستمرار ويخفيه بمزاحه ومداعباته دائما مع الجميع 
وبعد السفر بعدة أيام جاءت سلمى لزيارة مريم مرة أخرى ولكنها كانت على حريتها في المنزل أكثر من المرة السابقة فكانت تتحرك بحرية ولكن مريم لم تكن على طبيعتها معها فلقد بدأت تشعر بأن سلمى تسبب لها الكثير من الأڈى دون أن تعلم وخصوصا نظرات الڠضب التي تراها في عيون يوسف كلما رآها بصحبتها كانت بداخلها تعلم أنه على حق ولكنها كانت تكابر دائما بعناد شديد 
وعندما حان وقت انصراف سلمى وقفت عند باب الشقة وصافحت مريم لتذهب فعرضت عليها مريم أن تهبط معها ولكنها أبت ذلك فتركتها مريم وشأنها فهى أصلا لم تكن مرحبة بوجودها معها هذه المرة 
إستقلت سلمى المصعد وبعد أن استقر وخرجت منه وجدت من يجذبها لداخل الشقة الموجودة بالدور الأرضى بجوار المصعد والتي يستخدمونها في تخزين الأشياء المهملة إلتفتت لتجده وليد حاولت أن تتملص منه بصوت هامس حتى لا يسمعها أحد وهي تنظر حولها وتقول 
بس يا وليد مينفعش كده سيبنى
ولكنه جذبها إلى الداخل وأغلق الباب بهدوء وبعد ساعة كانت تعدل من مظهرها وتعيد شعرها إلى هيئته وتقول بدلال وهي تنظر إلى وليد 
على فكرة بقى انت متوحش دى طريقة برضة إنت مبتسمعش عن التفاهم أبدا
قال وليد بخبث لا مبسمعش وبعدين ما احنا متفاهمين أهو ولا إيه
إنتهت من تعديل مظهرها وقالت له يالا بقى عاوزه أمشى
كادت أن تفتح باب الشقة ولكنه أوقفها قائلا إستنى هنا لما أشوف حد بره ولا لاء 
فتح الباب ببطء ونظر حوله بحذر فلم يجد أحد فأشار لها بالخروج وبمجرد خروجها كان يوسف عائد من الحديقة وفي طريقه إلى المصعد فتفاجأ بها تخرج مع وليد من الشقة وهي تهندم شعرها وهو يلمسها بطريقة معينة بمزاح
خاص بمجرد أن رأته احتقن وجهها وشحب وقالت في خوف 
يوسف 
لم يستطع يوسف أن يتحمل كل هذه القذارة التي رآها فلم يتمالك نفسه فصفعها على وجهها وطردها من المنزل فأسرعت تركض للخارج تشاجر مع وليد وهدده أنه سيبلغ والده وعمه عن أفعاله هذه وأنه ينجس المنزل بتلك الأساليب الحقېرة رأي وليد في عيون يوسف أنه سيوفى بتهديده فأراد أن يقطع عليه الطريق فتوجه له قائلا بتحذير 
إنت لو قلت حاجة يبقى مش هتفضحنى أنا وبس لا ده انت كمان هتفضح بنت عمك أمسكه يوسف من ملابسه پغضب قائلا 
تقصد إيه
نظر له وليد نظرة الواثق قائلا أقصد إن سلمى مش أول واحدة تدخل الشقة دى يا يوسف وخلينى ساكت أحسن 
ثم تابع بانفعال زائف يعنى انت تسكت أنا هدارى على صمعتها وأسكت لكن لو عملتلى فيها بطل ونضيف يبقى عليا وعلى أعدائى وھفضحها قدام العيلة كلها وانت عارف بقى أنا في الأول والآخر راجل ومفيش عليا لوم بالكتير هاخدلى كلمتين وخلاص 
ثم دفع يدى يوسف بحدة وتركه وصعد في سرعة إلى شقته وقف يوسف غاضبا حائرا لا يدري ماذا يفعل هل وليد صادق أم كاذب ألم تخبره مريم أنه ليس بينهما أي علاقة!
ماذا يفعل! كاد أن يصعد إليها ويجذبها من شعرها ويسألها عن الحقيقة ولكن خاف من الڤضيحة ومن إيهاب 
قضى ليلته في الحديقة لم يذق طعم النوم وكلمات وليد تتردد في عقله يريد أن يبرئ مريم بأي شكل ولكن المشاهد المخزية التي رآها فيها تتصرف بأسلوب لا يليق بفتاة محترمة تتوالى أمام عينيه تمنعه من ذلك تغلي دماؤه في عروقه غيرة على ابنة عمه وفي نفس الوقت لا يستطيع أن يلتمس لها عذرا كل الشواهد ضدها من وجهة نظره! لقد نجح وليد في زرع بذور الشك في أعماق قلبه قطع أحبال أفكاره آذان الفجر يطرق مسامعه فانتبه من جلسته ثم قام لأداء الصلاة لعله يرتاح مما يجيش به صدره وبعد أن أدى الصلاة خرج منها بقرار حاسم قرر أن ينتظر والده حتى يعود من أداء العمرة ثم يخبره بما رآه وسمعه من وليد نعم لا يوجد حل آخر 
الفصل الخامس عشر
توجهت مريم في الصباح الباكر وقبل ميعاد ذهابها إلى الجامعة إلى الحديقة لفتح رشاشات المياة الأتوماتيكية التي ترش المسطحات الخضراء في الحديقة وقفت تنظر إليها وتتأمل المياه المتصاعدة فاقتربت منها حتى تصلها بعض رزازها المنعش شعرت بنشوة طفولية فاقتربت أكثر من الرزاز ثناثرت قطرات المياة على وجهها وابتلت ملابسها وكأنها تقف تحت قطرات مطر خفيف مما جعل وليد يغير طريقه وهو ذاهب إلى الجراج الخاص بهم ويقترب منها وهو
ينظر إلى جسدها الواضحة معالمه من بعد أن التصقت به ملابسها على أثر المياة في تفحص وبنظرة ذات مغزى قال لها 
صباح الخير أيه الروقان ده كله
ألتفتت إليه قائلة صباح الخير يا وليد
تصنع وليد الجدية قائلا مريم انا كنت عاوز اقولك حاجة ونفسى متكسفنيش
مريم خير يا وليد
قال باهتمام مصطنع انا كنت عاوز أتأسفلك على أى حاجة ضايقتك في تصرفاتى حقيقى انا بعاملك زى وفاء بالظبط علشان كده يمكن بتعامل بعشم شوية وده اللى بيضايقك مني لكن اوعدك معاملتى هتتغير 
أومأت مريم برأسها وهي تقول خلاص يا وليد وانت برضة أبن عمى وزى اخويا
قال وليد بابتسامة خفيفة يعنى خلاص مش زعلانه مني
ابتسمت مريم قائلة خلاص مش زعلانه
حاول أن يتكلم ببراءة وهو يقول لا يا ستى الأبتسامة دى متنفعش انت كده لسه زعلانه
أبتسمت مريم بشكل أوضح وهي تقول خلاص والله مفيش حاجة
وليد لا برضه متنفعش انت بتخمينى 
ضحكت مريم لطريقته الطفولية ضحكة عالية واستجابت لكف وليد المدود لها فضړبت كفها بكفه بخفة فقال 
خلاص أنا كده أتأكدت أنك مش زعلانه يالا بقى سلام احسن هتأخر على الشغل 
ابتسمت وهي تشير له بالتحية وهو يبادلها الأشارة ثم أطبق كفه وهو يضعه على أذنه أشارة إلى أنه سينتظر منها مكالمة كانت تفعل ذلك لظنها أن وليد يعتذر فعلا عن أفعاله معها ويريد أن
17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 52 صفحات