الجمعة 29 نوفمبر 2024

رواية بقلم دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 19 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز

يفتح معها صفحة جديدة ولكنها لم تكن تعلم أن وليد يعرف أن يوسف في طريقه للحديقة هو الآخر وكان يريد أن يجعله يرى هذا الموقف وكيف هما منسجمان في المزاح والمداعبة كما لم تلاحظ مريم أن كثرة رزاز المياة ونسيت مريم كلمات إيمان عندما قالت لها انت بتختارى المكان الغلط واللى بيجبلك شبهه وبتقفى فيه 
شاهد يوسف ما حدث كما أراد وليد تماما رآها تبتسم وتضحك وتداعبه بضړب كفها بكفه وتشير إليه بالسلام وهو يرحل ويقول لها بالأشارة بأنه سينتظر منها مكالمة وكل هذا وهي لا تخجل من شكلها وهي تقف أمامه هكذا بمعالم جسدها الواضحة صرف وجهه عنها في ڠضب وانصرف إلى عمله 
كان يوسف يجلس في مكتب أبيه يقوم بأعماله إلى حين عودته حين دخل عليه وليد يرسم على وجهه علامات الإعتذار نظر له يوسف پغضب ثم تابع عمله وكأنه لم يره جلس وليد أمامه قائلا 
جرى أيه يا صاحبى هتفضل مخاصمنى كده ومتكلمنيش أول مره يحصل بينا كده
قال يوسف دون أن ينظر إليه علشان أول مرة أعرف أنك كده يا وليد انا مش عارف انت ابن عمى ازاى 
تصنع وليد الخجل قائلا معاك حق يا يوسف انا فعلا غلطت جامد وجاى اعتذرلك
قال يوسف بجمود لا وفر اعتذارك لما عمك وابوك يعرفوا ساعتها هتعتذر كتير أوى
قال وليد وهو يضغط أحد أزرار هاتفه النقال في راحته في الخفاء خلاص براحتك يا يوسف لو ده هيريحك من ناحيتى 
رن هاتف وليد فقام للرد على الفور وهو يخرج من مكتب يوسف ببطء شديد قائلا أيوا يا حبيبتى أنا جاى أهو كله تمام نص ساعة هكون عندك لا لا مينفعش لو مش دلوقتى يبقى مش هينفع النهاردة خالص 
خرج وليد من مكتب يوسف وقد حقق مراده بهذه المكالمة المزيفة بالفعل شك يوسف في الأمر فالمسافة بين الشركة والبيت نصف ساعة تماما كان من الممكن أن يفكر يوسف بشكل مختلف أو كان من الممكن أن لا يفكر بالأمر أبدا فوليد علاقاته متعددة ولكن وليد غير معتاد على ترك الشركة في هذا الوقت المزدحم بالعمل لأى ميعاد مهما كان وقد ربط ذلك بآخر جملة قالها وهو يخرج من المكتب وبين أشارته لها في الصباح بأنه ينتظر منها مكالمة 
تناول الهاتف واتصل على الخادمة التي أتت بها والدته للطبخ لحين عودتها من العمرة وسألها كأنه يسأل عن أهل البيت بشكل طبيعى 
فرحة رجعت من كليتها
ايوا يا فندم اتغدت ونامت من ساعة
يوسف الآنسه مريم اتغدت معاها
ايوا اتغدت وطلعت شقتها يا فندم 
كان يريد أن يتأكد أن مريم في المنزل وهل هي وحدها في شقتها أم مع فرحة ظل يطرق بالقلم على سطح المكتب في توتر وهو يتخيل وليد وهو يدلف إلى شقة مريم بحرص دون أن ينتبه إليه أحد ويتخيلها وهي تغلق الباب وتتلفت حولها لتتأكد انه لا أحد يراهم 
زادت طرقاته بعصبية
حتى كسر القلم في يده ونهض وهو يدفع مقعده بعيدا كاد أن ينطلق خارج المكتب ولكنه تفاجأ بدخول السكرتيرة تخبره بأن هناك عميل ينتظره والمسأله عاجلة أضطر يوسف أن يستقبل العميل لم يستطع يوسف أن يركز ذهنه مع الرجل فلقد كان مشتتا في خيالاته أنهى حديثه مع الرجل بوعد بلقاء آخر خرج العميل وخرج يوسف خلفه مباشرة من المكتب كالسهم ومنه إلى الأسفل استقل سيارته وانطلق مسرعا عائدا إلى المنزل 
كان وليد يعلم ماذا يفعل جيدا فلقد كان يوسف صديقه
قبل أن تدخل مريم حياتهم ويعلم كيف يثيره وكيف يستفزه وكيف يحركه في الطريق الذي يريد وبالفعل خطط لكل شىء لكى يؤكد ليوسف أن هناك علاقة حقيقية بينه وبين مريم كان يعلم أن هناك شىء ينبت في قلب يوسف تجاه مريم فأراد وئده في المهد فلقد تشرب الكره الشديد لأولاد عمه علي من أمه فاطمة كما أنه يعلم أن يوسف لن يفضح ابنت عمه وبالتالى لن يفضح علاقته بسلمى 
أقترب يوسف من جراج البيت الكبير وتأكدت ظنونه عندما رأى سيارة وليد ترك يوسف سيارته بعيدا حتى لا يراها وليد عند عودته ودخل إلى الباب الخلفى للحديقة ومنه إلى الدرج المؤدى إلى الطابق الثالث حيث شقة مريم ولكنه تفاجأ بهبوط المصعد منه إلى الطابق الأرضى عاد يوسف أدراجه بهدوء على الدرج ووقف على آخر سلمتين في الطابق الأرضى بجوار المصعد خرج وليد من المصعد وهو يطلق صفيرا من بين شفتيه بطريقة منغمة تدل على الأنسجام الشديد خرج وليد الذي كان يعلم أن يوسف يتابعه فهو قد أعد كل شىء بدقة فبمجرد أن رأى سيارة يوسف تقترب أسرع إلى المصعد واستقله إلى الطابق الثالث وانتظر قليلا ثم استقله مرة أخرى عائدا إلى الدور الأرضى 
خرج وليد من المصعد واتجه إلى الجراج مرة أخرى واستقل سيارته وهو مبتسما ابتسامة عريضة وعاد إلى الشركة مرة أخرى 
الشك أصبح يقين في قلب يوسف تأكد من وجود علاقة آثمة بينهما تأكد أنها ليست فقط فتاة تتصرف بطريقة غير لائقة لا أنها تعدت كل الحدود أشتعلت ڼار الغيرة في قلبه أكثر وأكثر الآن تأكد بأنه يغار عليها ولكن هي لاتستحق سوى السحق بالأقدام 
تعلن الخطوط الجوية السعودية عن أقلاع رحلتها رقم المتوجهة إلى جمهورية مصر العربية نرجو من جميع الركاب ربط الأحزمة والأمتناع عن الټدخين شكرا
نظرت إيمان إلى عفاف التي تجلس بجوارها بابتسامة وهي تقول لها الحمد لله عرفت أربطه لوحدى
ضحكت عفاف وهي تقول كده أحسن برضه بدل ما نحتاس زى المرة اللى فاتت
أبتسمت إيمان قائلة ها حفظتى دعاء الركوب
عفاف ايوا حفظته أسكتى بقى لما اقوله متلخبطنيش 
نظر الحاج حسين إلى عبد الرحمن الذي يجلس على المقعد بجواره قائلا بابتسامة عمره مقبوله يابنى ان شاء الله
قبل عبد الرحمن يده وقال ربنا يتقبل يا حاج وميحرمناش منك ابدا
صمت الحاج حسين قليلا ثم الټفت إلى عبد الرحمن وقال بصوت خفيض وبنبره جدية بقولك أيه يا عبد الرحمن أنت مش ناوى بقى تفرحنا بيك ولا ايه
أبتسم عبد الرحمن بحزن قائلا إن شاء الله يا بابا أدعيلى أنت بس ربنا يرزقنى ببنت الحلال 
أقترب منه وهمس وهو يشير إلى المقعد الخلفى طب ماهى بنت الحلال موجودة أهى
الټفت عبد الرحمن للخلف ثم نظر إلى أبيه باستنكار وقال حضرتك بتتكلم جد
نظر له والده يتفرس في وجهه يحاول أن يقرأ انفعالاته وقال طبعا بتكلم جد وجد الجد كمان لو فيها عيب طلعهولى
أرتبك عبد الرحمن وقال مش مسألة فيها عيب يا بابا بس بس انا بحس انها عندى زى فرحة كده مش أكتر 
ده بس علشان مفيش بينكم معاملة لكن لما تبقى خطيبتك المسافة بينكم هتقرب اكتر
قال عبد الرحمن باعتراض خطيبتى ايه بس انا يا بابا مبفكرش في الموضوع ده خالص دلوقتى
شرد حسين وقال بخفوت أول مرة تعارضنى يا عبد الرحمن
قال عبد الرحمن مسرعا أعوذ بالله أنا مقدرش اعارضك يا بابا بس ده جواز وحياة يعنى مينفعش أتجوز واحدة بحبها زى أختى 
قال والده بحزن أول مرة تاخد قرار من غير تفكير يا عبد الرحمن انت شكلك كده لسه قلبك مشغول باللى خانتك
أعتصر كلام أبيه قلبه فقال پألم لا يا بابا حضرتك فهمتنى غلط أنا مبفكرش فيها خالص بالعكس
قال حسين متسائلا أومال ليه رفضت من غير تفكير بنت زى دى مؤدبة ومحترمة ومتدينة وبنت عمك يعنى دمك ولحمك
شعر عبد الرحمن أن أباه يكاد يكون يحاصره ويضغط عليه فقال محاولا التخلص من هذا المأزق 
خلاص يا بابا أوعدك هفكر في الموضوع ده وأرد على حضرتك قريب
مال حسين بجسده قليلا تجاهه قائلا بخفوت أسمع يا عبد الرحمن انا عمرى ما ضغطت عليك فحاجة لكن اعرف يابنى ان الموضوع ده مهم عندى فوق ما تتصور قدامك يومين وترد عليا علشان افاتح البنت في الموضوع
كاد أن ينفعل من وقع كلمات أبيه ولكنه تذكر أنها وأمه يجلسان خلفهما فحاول ضبط أعصابه وأخفض صوته قائلا 
بس حضرتك يا بابا نسيت أنا سبت هند ليه لو اللى حضرتك عاوزه ده حصل يبقى كده هنفذ لامها اللى هي عايزاه
أبتسم حسين قائلا ومين قالك انى مش هنفذلها اللى هي عايزاه
قال عبد الرحمن بتعجب أول مرة مفهمش حضرتك بتفكر ازاى 
أبتسم والده في هدوء وثقة قائلا شوف يابنى أنا وأحلام واقفين على أول طريق والطريق ده آخره اتجاهين أنا عاوز آخر الطريق أحود يمين
وهي عاوزه تحود شمال يعنى انا وهي لازم نمشى في الطريق نفسه مع بعض لكن العبرة في آخر الطريق يابنى فهمتنى
عبد الرحمن طب هي عارفة هي عاوزه أيه عاوزه فلوسنا وخلاص لكن حضرتك بقى عاوزنى اتجوزها ليه
شعر عبد الرحمن بالحرج من والده بشدة وهو يقول طب ليه حضرتك معرضتش الموضوع ده على يوسف اشمعنى انا
أبتسم مرة أخرى قائلا علشان مينفعش أعرض عليه واحدة هو بيحب اختها
تفاجأ عبد الرحمن بكلمات أبيه وقال باندهاش يوسف بيحب لالا مش معقول هما الاتنين غير بعض خالص يا بابا
قال والده بثقة معاك حق انا كمان مستغرب بس انت عارف أبوك مبيقولش حاجة غير لما يكون متاكد منها 
ثم أردف قائلا بجدية قدامك يومين تفكر وترد عليا اتفقنا
زفر عبد الرحمن بحنق وهو يشيح بوجهه بعيدا قائلا بضيق حاضر
16الفصل السادس عشر
عل إيهاب الحديقة في أبهى صورة لاستقبال أخته وعمه وزوجة عمه بمساعدة فرحة ومريم ووفاء بشكل بسيط بعيدا عن التكلف بما يليق بالمناسبة فجعل من فروع الشجر الرفيعة على بوابة الحديقة بشكل متقابل بحيث تصبح كالسهم يتدلى منه بعض أضواء الزينة البسيطة وكذلك غطى علية المظلة الداخلية بأوراق الشجر والورود البيضاء 
عاونته فرحة برسم بعض الزخارف الاسلامية على أطباق الحلوى المصنوعة من الخوص واستخدام بعض الزهور الجافة كانا يشعران بمتعة حقيقية أثناء عملهما في الحديقة لم تخلو هذه المتعة من بعض المنغصات التي تسببت بها وفاء ومريم بسبب تخبطهم في الألوان وأختلافهم فيها وأثناء عراكهم كفتيات صغيرات لمحت وفاء يوسف ووالدها يخرجان
من المنزل ويتوجهان للخارج فاستوقفتهما بندآتها المتكررة وهي تتجه إليهما بخطوات واسعة وقفت أمامهما تسألهما أن يأخذوها معهما لاستقبالهم في المطار ولكن والدها رفض قائلا 
خليكى يا وفاء العربية يدوب ده حتى أنا مش هروح معاه كانت مريم قد لحقت بها فقالت هي الأخرى 
عاوزه أروح معاكم
وهنا هتف يوسف بحدة تيجى معانا فين أنت عاوزه تتنططى في أى حتة وخلاص
أضاءت عيناها بدموعها وقفزت على الفور إلى
18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 52 صفحات