الجمعة 29 نوفمبر 2024

رواية بقلم دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 21 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز

وهو يقول عقبالك لما افرح بيكى انت كمان
نظرت له زوجته بتسائل وقالت هي كمان
أومأ برأسه قائلا أيوه يا عفاف هي كمان أصل خلاص عبد الرحمن لقيناله عروسة
أبتسمت في حيرة وهي تقول عروسة مين يا حاج
قال بابتسامة مشرقة إيمان 
ثم تابع بحنين بالغ بنت اخويا الله يرحمه
أنتفض عبد الرحمن للمرة الثانية على صوت الزغاريد الذي أطلقتها والدته فجأة 
أصفر وجهه وقال دى تانى مرة أتخض في نفس القاعدة على فكرة انا كده مش هشرفكوا خالص
قبلته والدته واحتضنته وانقضت عليه فرحة بسعادة هاتفة مبروك يا بودى مبروك مبروك 
قال بسخرية كل ده ولسه العروسة متعرفش أصلا وعلى فكرة احتمال كبير ترفضنى
قالت عفاف بلهفة انا هطلعلها دلوقتى 
أوقفها حسين قائلا لا محدش هيكلم إيمان غيرى انا عمها وعارفها كويس أطلعى يا فرحة ناديهالى واوعى تلمحيلها بأى حاجة مفهوووم
هتفت فرحة وهي تعدو مفهوم يا باباااا 
طرقت فرحة على الباب وعندما فتح أطرقت برأسها في حياء وقالت أزيك يا بشمهندس ممكن تناديلى إيمان لو سمحت
أبتسم قائلا في حب طب وانا منفعش
تضرج وجهها بحمرة الخجل وقالت لا الصراحة مينفعش خالص
جاءت إيمان وهي تقول مداعبة مينفعش أيه
قالت فرحة بسرعة إيمان بابا عاوزك تحت ضرورى جدا خالص
أبتسم ايهاب وقال بتفكه ضرورى جدا خالص كل أدوات التأكيد اللى في اللغة
طب ثوانى يا فرحة هروح البس الأسدال وجاية على طول
أرتدت ايمان إسدال الصلاة وهبطت بصحبة فرحة الى شقة عمها أشارت فرحة إلى غرفة المكتب وقالت 
بابا مستنيكى في أوضة المكتب
طرقت إيمان ثلاث طرقات خفيفة ودخلت قال حسين بابتسامة عندما رآها أدخلى يا ايمان واقفلى الباب وراكى 
ثم اشار لها بالجلوس فقالت خير يا عمى
أبتسم بحنان وقال قوليلى يا إيمان انت بتثقى فيا
طبعا يا عمى
يعنى متأكدة انى عاوز مصلحتك وانك عندى زى ولادى بالظبط
أرتفع حاجبها بابتسامة حائرة وقالت أكيد يا عمى مفيش عندى شك في كده بس حضرتك بتسألنى ليه
هقولك بعد ما تردى عليا 
نظرت له متعجبة وقالت ما انا رديت يا عمى
صمت للحظات ثم قال ببطء أيه رأيك في ولادى يعنى شخصيتهم تربيتهم اخلاقهم 
زادت حيرة إيمان أكثر وأكثر لا تعلم سر هذه الأسئلة ولكنها مضطرة للرد عليها قالت 
ماشاء الله يا عمى ولاد حضرتك أحسنت تربيتهم وأخلاقهم فوق الوصف ربنا
يخاليهوملك
أتسعت ابتسامته وقال ريحتى قلبى يابنتى كده بقى ندخل في الموضوع على طول
صمتت إيمان وتركت له المجال لمتابعة حديثه فقال بشكل مباشر أيه رأيك في عبد الرحمن ابنى
أرتبكت وقالت بتردد من ناحية أيه
قال مباشرة لو اتقدملك تقبليه
وقفت إيمان في خجل وأطرقت برأسها ولم ترد نهض عمها ووقف إلى جانبها ولف ذراعه حول كتفها قائلا 
يابنتى انا عاوز رأيك بصراحة متكسفيش مني لو شايفاه ميصلحش قوليلى لاء ليكى مطلق الحرية ده جواز مش لعبة طال صمتها مما جعله يشعر بالقلق فقال 
أنا بس عاوز اقولك ان عبد الرحمن متربى ومواظب على صلاته وبيقوم بكل الفروض اللى عليه وعمره لا مسك سېجارة ولا غيره وطبعا انت عيشتى معانا فترة وشوفتى تصرفاته 
ثم تابع بتنهيدة قلقه ولو وافقتى هتريحى قلبى يا إيمان أنا عاوز اطمن عليكى انت واختك قبل ما اموت
قالت بلهفة بعد الشړ عليك يا عمى ربنا يديك طولت العمر وحسن العمل يارب 
تابع حديثه
قائلا عاوز اطمن عليكى مع راجل عارف انه هيصونك لانك في الآخر لحمه ودمه وتفضلى وسط عيلتك الكبيرة دى ومتسبيناش أبدا نبقى حواليكى دايما وانت عارفة عفاف بتحبك ازاى وهتراعيكى وهتبقى غلاوتك عندها من غلاوة فرحة وانت عارفاها طيبة ازاى
زاد شعوره بالقلق لطول صمتها مرة أخرى فقال ها يابنتى مردتيش عليا ايه رأيك
قطعت صمتها وقالت بحياء طيب حضرتك ادينى فرصة أفكر واستخير وآخد رأى اخويا 
ابتسم لها قائلا يومين كويس
قالت على الفور لا يومين قليل أوى يعنى مش أقل من أسبوع كده
خلاص نقسم البلد نصين نخاليهم أربعة خلاص اتفقنا مش عاوز مقاوحة تانى يالا اتفضلى
خرجت إيمان من غرفة المكتب تنظرت حولها بحذر ثم هرولت سريعا إلى الأعلى حيث شقتها وقلبها يخفق بشدة نظر لها إيهاب وهي تغلق الباب خلفها وتحاول أن تتنفس بصعوبة قلق عليها واقترب منها مطمئنا 
مالك يا إيمان في حد ضايقك 
تضرج وجهها بحمرة الخجل أكثر وهي تقول لا أبدا
اومال مالك كده وشك أحمر وزى ما يكون حد بيجرى وراكى
صمتت وذهبت لتجلس حتى تستطيع تنظيم طريقة تنفسها ذهب خلفها في حيرة وجلس بجوارها ونظر إليها ينتظر أجابتها خرجت مريم من غرفتها فوجدتهما هكذا فاقتربت وجلست بجوار أختها وهي تقول 
مالكوا في أيه
قال إيهاب بنفاذ صبر ما تكلمى يا إيمان ساكتة ليه 
ارتبكت بشدة وهي تقول بخجل عمى عمى بيقولى أيه رأيك في عبد الرحمن
قال إيهاب بعدم فهم مش فاهم يعنى أيه رأيك فيه ازاى يعنى
أطرقت برأسها تحاول أن تجد كلمات مناسبة وفجأة صفقت مريم بيديها بابتسامة كبيرة وهي تقول 
يا إيمان يا جامد معقوله يا إيهاب مفهمتش ده انا فهمت 
واكملت بشغف عبد الرحمن عاوز يتجوز ايمان ها فهمت ولا نقول كمااان
قطب جبينه في تفكير وقال صحيح الكلام ده يا إيمان 
أومأت برأسها مؤكده كلام مريم فقال بنزق وعمى ليه مكلمنيش انا الأول
قاطعته مريم قائلة ازاى يعنى يقولك انت الأول مش لما يعرف رأيها الأول يبقى يكلمك ويتفق معاك
أومأت ايمان مرة أخرى وقالت بخفوت أيوه هو برضة قالى كده
قالت مريم بسعادة وانت قولتيله أيه يا إيمان موافقة طبعا مش كده
قالت إيمان بنفس الخفوت قلتله عاوزه وقت افكر واستخير ربنا 
نهض إيهاب وهو يقول خلاص اللى فيه الخير يقدمه ربنا استخيرى بس لما توصلى لنتيجة تقوليلى وانا هبلغه بالرد
وافقته إيمان بإماءة من رأسها وقالت مريم بطل تحبكها يا إيهاب ده عمنا يعنى في مقام ابونا الله يرحمه مش راجل غريب وناس غريبة عننا نتعامل معاهم بالشكليات دى
قال إيهاب متعجبا يا سلام من أمتى بقى العقل ده
ثم أردف وهو يتجه للباب أنا ماشى دلوقتى علشان عندى مشوار شغل مهم أوى 
بمجرد أن أغلق إيهاب الباب خلفه أمسكت مريم ذراع إيمان واجلستها في مواجتها وقالت وهي تصطنع الجدية 
أعترفى بسرعة 
قالت إيمان بدهشة أعترف بأيه يا مجنونه
نظرت لها مريم بعين مفتوحة والأخرى مغمضة وقالت بمكر أيه اللى خلاكى تغيرى رأيك مش قلتى انا عاوزه اتجوز واحد ملتزم
سعلت إيمان وانشغلت بطرحت اسدالها حتى تتحاشى النظر لمريم وقالت أنا لسه موافقتش يا مريم انا لسه هستخير 
أمسكت مريم وجهها بيدها وقالت اومال ليه كده خير اللهم اجعله خير شكلك زى ما تكونى موافقة وبعدين عبد الرحمن مش ملتزم زى ما انت عاوزه 
أبعدت ايمان وجهها وقالت بصى انا كمان محتارة لأنه زى ما بتقولى مش ملتزم زى ما انا عاوزه لكن عموما احنا عشنا معاهم وشوفنا أخلاقهم وهو أخلاقه مش بعيده عن الألتزام يعنى بيصلى في المسجد وبار بأبوه وأمه ومحترم ومالوش في حكاية مصاحبة البنات والستات والكلام الفاضى ده مالوش في السجاير ولا في الحاجات الۏحشة دى معاملاته وطريقة كلامه محترمة ده غير انى عارفة عمى مربيه ازاى وبما أن احنا قرايب فأنا متأكدة من أخلاق البيت اللى اتربى فيه هو فيه بس شوية حاجات عاوزه تظبيط 
كانت إيمان تردد على
نفسها هذه الكلمات دائما حتى تقنع نفسها بها وهي تتقلب على فراشها ليلا وكأنها تجد مخرجا أو تبريرا يجعلها توافق على الزواج من عبد الرحمن فلقد كانت تطلعاتها أكبر من هذا في الزوج الذي تريد 
طوال الأربع أيام لم يحدث أى احتكاك بين مريم ويوسف ولقد ساعد على ذلك البعد أختبارات آخر العام بالنسبه لمريم وفرحة ووفاء وبعد انقضاء المهلة المحددة واستخارة يومية أخبرت إيمان أخيها برأيها فقال بحيرة 
مش عارف يا إيمان يعنى اقول لعمك أيه دلوقتى
ايمان زى ما قلتلك يا ايهاب قوله انى عاوزه اتكلم مع عبد الرحمن مرة واحدة وبعدين هقول رأيى 
نهض إيهاب ليذهب لعمه ولكن إيمان استوقفته قائلة إيهاب أيه رأيك تطلب أيد فرحة بالمرة
ألتفت إليها في تفكير وقال تفتكرى ده وقت مناسب
قالت إيمان بحماس طبعا افتكر ونص وانا عارفة النتيجة من الكنترول مقدما
قال بتردد مش عارف يا إيمان قلقان أوى من الحكاية دى
ربتت على كتفه وقالت صدقنى عمك بيحبك جدا وهيفرح أوى بطلبك ده وفرحة كمان مياله ليك
شرد قليلا وقال بس دى بتمتحن دلوقتى 
ابتسمت له قائلة خلاص فاضل أسبوع وتخلص امتحانات وبعدين يا باشا انا لو كنت عارفة انها هتقعد تفكر وتنشغل كنت قلتلك استنى لما تخلص امتحانات لكن انا متأكدة انها هتطير من الفرح وهتتحمس للمذاكرة أكتر
وضع إيهاب يديه في جيبه وقد تبدل حاله في لحظة وهو يقول بغرور مصطنع طبعا يابنتى أخوكى لا يقاوم
كانت سعادة حسين بالغة وهو يرى على وجه ابنته علامات الرضا بطلب إيهاب للزواج منها وهي تقول بخجل 
اللى تشوفه حضرتك يا بابا
فى حين قال عبد الرحمن مداعبا يا سلام على الأدب أيه يابنت الأدب ده كله اللى نزل عليكى مرة واحدة
نظرت له نظرة جانبية وهي تقول مھددة طول عمرى مؤدبة على فكرة بس انت كنت في البلكونة هو محدش قالك ولا أيه
ضحك والدها من مداعباتها لأخيها وهو يقول مش لسه كنت مكسوفة من شوية لحقتى تقلبى 
ثم الټفت إلى عبد الرحمن وقال ها يا عبد الرحمن وانت فاضى أمتى علشان القاعدة اللى إيمان عاوزه تقعدها معاك
قال عبد الرحمن بعدم أهتمام أى وقت يا بابا وياريت لو النهاردة علشان بكرة عندى شغل كتير مش هبقى فاضى
تابع وهو ينظر لوالده في تساؤل قائلا بس هي مقالتش هي عاوزانى فإيه بالظبط
ألفتت إليه والده متعجبا وقال البنت من حقها تقعد معاك قبل ما توافق عليك وانا الحقيقة مستغرب المفروض ان انت كمان تبقى عندك نفس الرغبة
عانقت عفاف ابنتها عناق طويل وهي تبكى وتقول ألف مبروك يا حبيبتى مش مصدقة انى هشوفك عروسة أخيرا
أعتدلت فرحة وهي تقول باستنكار أيه أخيرا دى يا ماما هو انا عندى خمسين سنة ولا أيه
ثم نظرت إلى يوسف الذي كان يتابع التلفاز واجما وقالت ولا أيه رأيك يا يوسف
قال دون أن يلتفت اللى انتوا شايفنه اعملوا
جلست والدته بجواره قائلة أزاى يابنى أنت أخوها ولازم يكون ليك رأى
أبتسم ابتسامة باهتة وقال إيهاب مفيش عليه غبار ولا هو ولا إيمان وانا أتشرف بيهم بصراحة
نظرت له فرحة بتساؤل وقالت ومريم كمان
بنت كويسة
أبتسم في سخرية وهو يقول لا ومش أى بنت ونعم البنات 
17 الفصل السابع عشر
كان اللقاء المرتقب
20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 52 صفحات