الأربعاء 25 ديسمبر 2024

من نبض الۏجع عشت غرامي بقلمي فاطيما يوسف

انت في الصفحة 57 من 110 صفحات

موقع أيام نيوز


العفش دي يابت إنتي 
واسترسلت حديثها وهي تسحب عمران داخل أحضانها 
كيفك ياولدي مبروك عليك عروستك ياحبيبي ويجعلها عروسة السعد والهنا 
خرجت سكون بطلتها الجميلة الهادئة وهي تفتح ذراعيها واحتضنت زينب قائلة 
منورانا ياماما الحاجة 
شددت زينب من احتضانها وهي تبارك لها 
بنورك ياعروسة الغالي ياللي وشك كيف البدر المنور ماشا الله ماشا الله عليكي يابتي يازين ما ربت ماجدة 

أما رحمة ذهبت وقرصتها من ركبتها قاصدة مشاغبتها 
قالو لي أقرصك من ركبتك علشان أحصلك في جمعتك يامرت أخوي 
ضحكن الاثنتين بسعادة وهن تحتضان بعضهن واستمعن إلى زينب تنهرها 
وه وه ياقليلة الحيا إنتي ! اتحشمي يابت تك ضړبة في معاميعك مش مختشية مني ومن اخوكي يابت إنتي 
وظلوا يتسامرون في جو ملئ بالسعادة والرضا ولكن هل ستظل الابتسامة مرسومة على وجوههم أم ماذا يخبأ لهم القدر من نكبات تعكر صفو حياتهم 
فلنرى ماذا جرى في رحلتنا القصيرة رحلة خلق الغرام من نبض الۏجع
القاسې 
مر أسبوعا على تلك الأحداث الكل يعيش نوعا من الاستقرار النفسي وكأن الزمن قرر اعطائهم هدنة كي يستعدوا لنكبات القدر فمكة استعانت على ۏجعها بالقرآن والصلاة كي تهرب من عشق آدم ولكن العشق بوجعه قد قدر لها ولكنها تحاول الاستقامة كي لا تفسد التزامها وقررت الاستقالة من المحطة الفضائية وقامت بحظر آدم من جميع الجهات التى يمكن أن يصل بها إليها 
وسكون تعيش أجمل أيامها مع عمران كما أن الجميع أحبها ودخلت قلوبهم من عشرتها الطيبة فقد أثرت عقولهم جميعا 
أما وجد فهي تبتعد عنهم منتظرة أن تجد فرصة كي تخرج وتذهب إلى تلك المشعوذة كي تعطيها المال والأخرى تبدأ في محراب ش رها الذي يستعيذ من الإنس والجن 
أما مها استيقظت على هاتفا من المشفى يخبرونها بأن زوجها قد أفاق من غيبوبته
فردد داخلها من جديد 
مهلا أيها الۏجع لقد عدت من جديد فاربطي ايها النفس رباط الصبر من حديد واستعدي لتلك المعركة التي ستدلفيها بقلب عنيد أيتها المها 
استعدت للذهاب إلى المشفى وداخلها مشتت لايعرف ماذا يفعل مع ذاك المجدي فهي قد قررت أن لاتعود لمنزله مرة أخرى ولكن هو في شدة ولو تركته سيتحدث الصعيد بأكمله عن قلة أصلها وتلك هي مسيرتها منذ أن تزوجت ذاك المجدي الإجبار على كل شئ 
ذهبت إلى المشفى وقبل أن تدلف إلى الغرفة المتواجد بها بعد أن أخبروها بإفاقته وضعت يدها على قلبها كي تستعد رؤية ذاك المجدي 
دلفت بأقدام كارهة المكوث بجانبه فقد كرهته وانقضى الأمر أما ماتفعله الآن مجرد مراسم كي تسكت أفواه الجميع عنها 
ألقت السلام بفتور ووقفت في مقابل عامر أما مجدي كان يردد بنبرة متقطعة من أثر التعب 
انى مش حاسس برجلي ولا بجسمي كله اني ايه اللي جرى لها يامها حد يرد علي ويفهمني مالي 
أما عامر كان واقفا وعلامات الأسى على وجهه من ما قصه عليه الطبيب فقد أخبره أن الحمى التى جائته جعلته أصيب بالشلل وهنا كانت الصدمة له فأخيه لم يعد يمشي على قدماه مرة أخرى 
ثم تحدث مجدي معتذرا بندم لمها الواقفة في صمت 
حقك عليا يامها حقك عليا اني مررت عيشتك ومكنتش ليكي الزوج اللي ياما لمتيني وعاتبتيني علشان يبقى موجود وكان عامل ودن من طين وودن من عجين 
حقك عليا سامحيني ياأم الزين واعملي حسابك بعد ربنا ماياخد بيدي نرجعو بيتنا وهعمل كل اللي نفسك فيه 
اتسعت مقلتيها بذهول وحدسها لم يصدق ماستمعت إليه فحقا مجدي يعتذر ! حقا مجدي سيتغير ويصبح رجلا في عينها !
يالهي ماسمعته أذناى صدقا ! ولكن عجيب أنت أيها القدر لقد كرهته لقد نفرته ماعدت أراه غير معذبي غير صورة مشوهة قضت على ملامحي الجميلة 
فانطلق لسانها قائلا بفتور 
بعدين يامجدي مش هنتكلم فيه الموضوع دي دلوك لما ترجع البيت بالسلامة وقتها يحلها الحلال 
وجدته لم ينتبه إلى كلامها وخلد في نوم عميق ولم يسمعها ففهمها عامر 
الدكتور مديله حقن في المحلول وأكيد فيها منوم تعالي نخرج تحت في الجنينة عايزك في موضوع مهم 
أدارت وجهها للناحية الأخرى وهتفت برفض 
مفيش بيني وبينك كلام ولا مواضيع 
ضيق نظرة عينيه ثم رمقها بنبرة هادئة 
الموضوع اللي عايزك فيه يخص مجدي وملهوش علاقة بأي حاجة تانية 
بدون أن تنظر إليه حملت حقيبتها ونطقت حرفين لا أكثر
مستنياك تحت 
نظر إلى أخيه نظرة شفقة ثم لحقها جلسوا على أريكة متنحية عن الزحام مع مراعاة التباعد بينهم فقد أصبحوا يبغضون الوضع بينهم بشدة ثم سألته باختصار 
ماله مجدي 
لم يعرف بما يجيبها وكيف يخبرها بما حدث لأخيه ولكن هو القدر وحكم الله في عباده فأخبرها بصوت متقطع 
مجدي حالته حالته صعبة والدكتور قال لي إنه يعني انه جاله شلل 
ما إن تفوه بتلك الكلمات ارتجفت يدها لتقع الحقيبة الخاصة بها من يدها فبالرغم من إصرارها علي الطلاق لكن كانت لاتعلم إنها سيعتذر لها ويؤنب حاله هكذا وكأن إنسكب فوقها دلو من الثلج أو وقعت من فوق جبل مرتفع إلي الهاوية ثم تبدلت معالم وجهها من الصدمة إلى الهذيان بلسانها 
سبحان الله يوم الاعتذار بغلطه معايا في عشرته الج حيم اللي عيشهالي وأنه هيعوضني سنين الحرمان هو نفسه يوم سجني معاه 
واني بردو هفضل عايشة في حرمان وبدل ما كان بصحته بقى عاجز واندف نت معاه بالحيا 
رمقها بنظرات مش تعلة على ماتفوهت به قائلا بتوبيخ 
هو ده كل اللي هامك يابني آدمة إنتي ! بقول لك اخوي اټشل واحتمال كبير جدا ميمشيش على رجليه تاني تقولي حرمان وسج ن 
واسترسل حديثه الغاضب منها 
هو إنتي إللي بيجري في د مك ايه ماية مش د م 
رمقته پغضب مستطير من رماديتيها المش تعلة
إنت اللي بتتكلم عن الأصل والإحساس انت ناسي انك شاهد ومشترك معاي في كل حاجة عميلناها انت السبب في
كل اللي أني فيه 
انت اللي جرجرتني وراك وفضلت تتسحب لي يوم ورا يوم لحد ماخلتني غلطت ومن وقتها واني بتمنى الم وت الف مرة ومش لاقياه 
ولولا ولادي كنت انتح رت وسيبت الدنيا باللي فيها وريحتكم من مها 
ثم حملت حقيبتها وانتوت المغادرة ولكنه وقف أمامها معترضا طريقها ناهرا إياها
إنتي ليه بتحمليني الذنب لوحدي واني السبب في كل اللي وصلنا له مع انك كنتي موافقة وكل حاجة برضاكي 
فقدت السيطرة على أعصابها وهدرت به
علشان ست ضعيفة ومكنش ينفع أضعف أما انت راجل واللي خنته يبقى اخوك ليه خنت وخلتني خاېنة ياعامر ليه 
ألقت كلماتها وتركته وغادرت المكان بقلب يخفق حزنا معتادا عليه وليس بجديد أما هو جلس يتذكر ماحدث منذ سنوات وتلك الذكرى لم تغيب عن باله وكأنها حدثت أمس 
فلاش باك
أخيرا فكيتي الجبس ورجعتي انطلقتي في شقتك تاني وډخلتي مطبخك وهناكل من يدك وبطننا هتخف من المعجنة اللي بناكلها بقالنا شهرين 
ضحكت بشدة على كلامه وطريقته ثم اومأت برأسها
ياه أخيرا ياعامر دول كانوا شهرين صعاب قوووي ومتتخيلش اني عانيت فيهم الأمرين إزاي بس إنت شقت بعنيك 
وتابعت حديثها وبسمتها تبدلت لحزن 
مجدي مكانش بيهتم بيا ولولا اخواتي كانوا بيراعوني كان زماني اتش ليت دول لما كانوا بيمشوا وابقي عايزة أشرب ورجلي ۏجعاني ومش عارفه اتسند وأجيب حاجة لنفسى وأقول له عطشانة وهو نايم بيشخر جاري يهب في وشي ويقول لي متقرفنيش 
أحس بالخزي لكون ذاك المجدي أخيه ثم هدأها 
معلش يامها ربنا شفاكي ومش هتتحوجي لحد واصل 
حركت رأسها للأمام ثم سألته 
هو مش انتوا اخوات ليه مش حنين زيك ولا راجل في معاملته زيك ياعامر 
اقترب منها بضع خطوات وسألها 
هي الحنية من الراجل للست في نظرك إزاي يامها 
أعجبها سؤاله وأجابته بعيناي لامعة ببريق التمني 
إنه هو اللي يحسسها باحتياجه دايما ليها مش انها حد ملهوش لازمة في حياته 
انه في وقت ضعفها يحتويها ووقت احتياجها للاحتواء منه يلبي احتياجها من كل حاجة إنه يكون انسان ياعامر مش أكتر 
سألها مرة أخرى
طيب هي الست بتتعلق بالراجل امته وبتحسه هو كل حياتها 
فكرت واستجمعت اجابتها ثم رددت 
لما يكون الراجل ده سند وضهر ليها 
لما يحس بۏجعها وتبقى فى حضنه امانها
لما يطبطب من غير طلبها لما ممكن يضحى بنفسه علشانها ويحسسها انها الدنيا باللي فيها و لو اتعرت تجرى ورا ضهره تستخبى الست بتتعلق باللى يكون راجل فى حياتها 
واسترسلت حديثها ومعالم وجهها تبدلت من الحالمية إلى الۏجع المصاحب للبكاء الذي هزه وجعله ينظر إليها بنظرة تعلق الرجل بالأنثى الذي حكت عنه الآن 
أنا
مشفتش الحاجات داي ومعشتهاش حياتي قبل ما تجوز كانت مقفولة وصاينة مشاعري ونفسي للي هيبقى راجلي بس لما اتجوزت ملقتهاش الحاجات دي وفضلت في حبستي زي ما أني وهعيش وام وت فيها 
وانطلقت في البكاء من حالة الحرمان التي تحياها وذاك البكاء مزق قلبه فاقترب منها وجذبها لأحضانه وللعجب أنها تشبست بذاك الحضن ولم تفكر بأي ظرف أو زمان أو مكان أو صفة أو حرمانية 
أما هو بمجرد أن اقترب منها ورائحتها عبئت صدره وجسدها الضعيف اللين سكن جسده واحتياجها للاحتواء ولضمة رجل هزت مشاعر ساكنة داخله وهو شاب في مقتبل عمره كل ذلك جعله يقترب منها 
فلقد هزته نبرة صوتها الضعيفة ونظراتها التي تحمل شجنا وشوقا 
لوهلة غاص في عينيها وفي ملامحها الجميلة لوهلة أخذه فؤاده لشعور لا يناسب رجل بمكانته وظروفه معها 
أما هي نظرت له بعيون تخفي ضعف يستكين بداخلها وقلب يخفق أل ما واحتياجا معا ترتجف من لمساته التي تجعلها تود أن تتشبس بأحضانه ويدفئها بحرارته المنبعثة من توهج اقترابه منها لكن صوت ما كان ېصرخ بداخلها يحثها ان تبتعد وصوت آخر يحثها بأن تصم أذنيها عن لومها وأن لاتتأثر حتي بما سترتكبه الآن 
عودة من الباك
كم شعر بالاحتقار من حاله وهو يتذكر ذاك اليوم المشؤوم اليوم الذي سجل فيه الخائڼ في سجلات الإنسانية التي انعدمت منه فلقد استغل ضعفها واحتياجها وأقدم على غرسها في بئر الخېانة لأقرب الناس إليهما 
وفي لحظة نظر إلى السماء مناجيا ربه 
ربي اني أخطأت من ذنبي الكبير فتب علي وتقبلني ربي لا تعاملني بعدلك وعاملني برحمتك فإني ندمت على ما فعلت وعزمت على أن لاأعود 
وظل على وضعه هكذا حتى سمع آذان الظهر فقام متجها ناحية المسجد كي يؤدي الفريضة ويدعوا ربه أن يغفر ذنبه 
في مكتب جاسر فقد وافق على أن تعمل منة الله في مكتبه فقد اقتنع بها وبالفعل منذ أن عملت في المكتب فهي نشيطة جدا وكما أنها لها أدواتها الخاصة من اللابتوب والهاتف وتجيد التعامل معهم بحرفية وكأنها لم ينقصها شئ ولانها منظمة ونشيطة قرر أن يستشيرها معه نظرا لرجاحة عقلها في بعض المواقف التى حدثت أمامها وأثبتت ذلك 
فجعلها المسؤولة عن تنظيم القضايا والمواعيد وكما أنه
اعتبرها المستشارة الخاصة بقضاياه فقد أحب عقليتها وطريقة تفكيرها الخارجة عن الصندوق وبدأ يشعر
 

56  57  58 

انت في الصفحة 57 من 110 صفحات